أمين بن سعود الشريف ">
إن الطفل هو البذرة الأساسية في المجتمع ورعايتها لاشك سيكون إيجابيا على منتجاته، وإلا فلا ريب أن المدخلات العقلية سيكون أثرها إما إيجابيا أو سلبيا حسب ما يتلقاه الطفل من مدخلات مؤثرة بدرجاتها المختلفة، ولذا فإن ما نبت صالحا أثمر ثمرا له قيمته ووزنه وما أثمر طالحا فيكون نباته بالأصل فيه خلل، وأعلم بأن السلوك المستمر على شيء معين يكسب صفة لازمة من جراء عادة السلوك، فمن اعتاد على شيء اعتاد عليه.
الألعاب التلفزيونية لاشك أنها مؤثرة على عقلية الطفل ونقطة تحول له، فمن تلك الألعاب ما يُمارسه الطفل ليكون في المستقبل سارق سيارات محترف، والبعض يُمارس لعبة ليكون في المستقبل مُفحطا محترفا، والآخر يُمارس ألعاب المُصارعة والقتال ليكون داعشيا محترفا، وكُل ذلك سببه الممارسة وحب الفكرة حتى يتم تطبيقها على أرض الواقع وبالفعل أثبتت الدراسات الغربية بأن سبب كثير من الجرائم هي تلك الألعاب التلفزيونية التي أنبتت فيه الصفة اللازمة.
الحقيقة لا يمكن أن نُلونها ببعض العبارات التجميلية بل يجب أن نُشخص المرض ونصرف له الدواء المناسب لصلاح المجتمع من تلك البذرة النابتة وتكوينها لبرمجة فاعلة مُنتجة.
اليوم نُشاهد أقسي المشاهد الجارحة والتي تُسيء للإسلام وأهله كقتل الأبرياء بمظلة الدين والتفحيط والسرقة وغيرها وإن تتبعت السبب تجده خللا في سقاية النبتة من بداية طفولتها، فإهمال في متابعة سببه تدمير مجتمعٍ بأكمله.
لذلك ألعاب التلفاز يجب أن تُقنن وتنظم بشكلٍ رسمي، وحظر تلك الألعاب التي يُمارس الطفل فيها العادات السيئة من سرقة وكذب وتفحيط وقتل وتفجير وغيرها من الألعاب التي لا فائدة منها غير إنتاج طفل إما داعشيا أو مُجرما محليا.