مندل عبدالله القباع ">
استقبل خادم الحرمين الشريفين (الملك سلمان بن عبد العزيز) في قصر السلام بجدة رجال المال والأعمال كعادته في استقبال جميع فئات المجتمع من مواطنين عاديين وحتى المقيمين على هذه الأرض الطيبة. واستقباله - حفظه الله - لرجال المال والأعمال على مختلف فئاتهم، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، دليل على اهتمامه بالجانب الاقتصادي، وقبل هذا الجانب الديني من علماء ومشايخ، إضافة إلى الجانب الأمني والتعليمي.. فكم قرأنا وسمعنا استقباله لهؤلاء المختصين في المجالات التي ذكرناها؛ إذ قام - حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية - بتوجيه هؤلاء التوجيه الذي يصبُّ في مجالاتهم وتخصصاتهم، سواء تعليمياً أو اجتماعياً أو أمنياً أو صحياً.. والهدف منه أولاً وقبل كل شيء خدمة المواطن الذي يحرص (مليكنا) على إيصال الخدمة له في جميع مناحي الحياة بيُسر وسهولة في جميع المناطق الجغرافية بالمملكة، التي تشبه القارة، من أجل أن تشمل مظلة التنمية الجميع، ومن أجل رغد العيش والحياة بيسر وسهولة؛ حتى يأمن المواطن والمقيم على (دينه ونفسه وعرضه وماله) كما قال - حفظه الله - لرجال المال والأعمال؛ نحن في أمن واستقرار؛ وهذا ما يجعل (رأس المال يعمل بحرية، والفرصة متاحة للجميع في كل المناطق، وهو بهذا يوضح أنه لولا الأمن والاستقرار السياسي والأمني لم يكن هناك استقرار اقتصادي)؛ لأنه دائماً الأمن السياسي والاجتماعي ينعكس على استقرار الدول؛ فنحن نرى اقتصاد الدول على مختلف مستوياتها التي لا تعيش استقرار سياسي وأمني لا يتمتع بالاستقرار الاقتصادي في جميع مناحي الحياة؛ ما ينعكس على الحياة المعيشية من تعليم وصحة وأمن وغلاء معيشة وارتفاع أسعار.. ونحن - والحمد لله - نعيش في هذا الأمن السياسي والاجتماعي منذ أن وحّد هذا الكيان الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه وأسكنه فيسح جناته - عام 1351هـ، وكان قبله لا يأمن أجدادنا وآباؤنا على أنفسهم ودينهم ومالهم؛ إذ كانت شبه الجزيرة العربية التي تشكل المملكة في جغرافيتها الجزء الأكبر من هذه المساحة تعج بالفوضى وعدم الاستقرار؛ وكان بعض الناس يتعرض للسلب والنهب والقتل، وكان الناس لا يستطيعون قطع المسافات ولو القصيرة بين بلدة وأخرى وهجرة وأخرى، بعكس اليوم الذي يسافر فيه سكان المملكة والمقيمون في الفيافي والصحاري والطرق السريعة (المسفلتة) من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، بكل يُسر وسهولة، كل منهم آمن عى عرضه ونفسه وماله..
وتوجيه (الملك سلمان) لرجال المال والأعمال لم يأتِ من فراغ؛ فهو - حفظه الله - يعرف كبائر الأمور وصغارها وجلها في الأمور الاقتصادية لاطلاعه الواسع وخلفيته الاقتصادية باحتكاكه واستقباله لرجال المال والأعمال السعوديين وغيرهم من العرب والأجانب منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض لمدة (خمسين سنة). فهذه الخلفية جعلته يقول أثناء استقباله لرجال المال والأعمال في جدة في قصر السلام: «كل إنسان منكم ضامن نفسه، لا في تدخل في الأمور الخاصة، ولا في استثماراته، وكل أمر يشجعكم على الاستثمار في بلدكم هذا مطلب عندنا».
فعلى رجال المال والأعمال أن يضعوا هذا التوجيه نصب أعينهم، ويُنمُّوا استثماراتهم المالية بما ينفع أنفسهم ومجتمعهم في المشاركة في المشاريع الخيرية والتنموية من مشاريع صحية وتعليمية واجتماعية، ويحمدوا الله ونحمده جميعاً أن ليس هناك (ضرائب ولا تدخل من الدولة في أموال الغير)؛ فاقتصادنا حر بموجب دستورنا الإسلامي الذي يعتمد على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، (ولكن دون احتكار وحجب حاجات الناس)؛ فالإسلام لا يرضى بهذا. والله من وراء القصد.