محمد المسفر ">
لا شك أن معالي وزير الصحة وفقه الله من رجال الإدارة الناجحين وإخلاصه لخدمة دينه ووطنه لا يحتاج دليل ولكن القطاع الصحي في بلادنا عصي على كل القيادات الإدارية التي تعاقبت على هذه الوزارة بسبب أن كل وزير يتولى حقيبتها يبادر للعمل الإداري ويعدل ويبدل في المراكز القيادية توقعا منه أن تغيير القيادات واستقطاب بعضها من خارج الوزارة سيحل المشكلة وهذا في اعتقادي لن يجدي لأن تغير القيادات لا يحمل الحل ما دام الإشكال والسبب لم يعرف بعد فوزارة كبيرة تغطي كل مدن وقرى الوطن ليست من السهولة أن تحل مشاكلها بالكوادر الإدارية لأنها وزارة لها بنيتها التحتية كالمستشفيات والمستوصفات والمراكز والمختبرات ومراكز البحوث وما يتبعها من الإشراف على القطاع الصحي الخاص والصيدليات الخاصة والصحة ليست محصورة في هذه الوزارة فهناك جهات تشاركها كالزراعة والمياه والغذاء والدواء والمواصفات والمقاييس كل هذه مجتمعة تشكل الصحة هذا العنوان الكبير. لذا يا معالي الوزير سلمك الله فالوزارة وأنت تعلم ذلك جيدا لا تدار بالإدارة التقليدية من قبل وزير يشرف ويوقع على معاملاتها وقراراتها ويحاسب ويعاقب هذا اعتقد لن يجدي نفعا مع وزارة كبيرة أعمالها متشابكة مع جهات أخرى وهي التي ذكرتها آنفا. لذا الإدارة وأنت أفهم مني في ذلك هي إدارة المؤسسات والهيئات يجب أولا أن تحدد الوزارة بواسطة فريق متخصص ولا بأس من الاستعانة بخبراء من الخارج لتحديد السلبيات في الأداء الصحي في الوزارة وفروعها لأنه لا يمكن لوزارة أن تخدم مجتمع يزيد على عشرين مليون ونصف مصاب بالسكر والضغط والسمنة المفرطة وحالات السرطان في تزايد هنا لا يمكن مجابهة المشكلة بقرار وتوقيع الوزير فحسب بل بتحديد مصدر تفشي وازدياد الأمراض من قبل هيئة متخصصة لتحديد الإستراتيجية المفروض إقرارها والعمل بها ثم التنسيق مع هيئة الغذاء والدواء والمياه وغيرها من الجهات ذات العلاقة لعمل خطط الوقاية اللازمة لصد هذه المخاطر في الغذاء والدواء المغشوش الذي نستورده أو يمرر عبر أسواقنا وهو ملوث بمسببات الأمراض لنعمل أولا الوقاية ثم العلاج وبالتالي تحسين الخدمات الصحية سيظهر إثرها على المواطن وعلى مستوى ما يقدم من خدمات أما إذا تركنا الحال على ما هي عليه فلن تحل هذه المشكلات المتراكمة وستزداد تعقيدا ولن يحلها كثرة إنشاء المرافق الصحية لأنه مع ازدياد الأمراض وعدم اتخاذ أسباب الوقاية منها فلربماتحتاج الوزارة زيادة الكم على حساب الكيف في مرافقها وقد يصل الأمر توفير سرير لكل مواطن وهذا مخالف للمعدلات العالمية. أسأل الله التوفيق لمعاليكم وأن تحقق الوزارة أهدافها على الوجه الأكمل.
- شقراء