الجزيرة - القاهرة:
فقدت الدراما التلفزيونية المصرية كاتبة كبيرة من فرسان الكتابة الراقية في وقت تبدو فيه الحاجة ماسة لإبداعاتها التي انتمت للرومانسية بقدر ما تشكل نقيضًا لبعض المسلسلات التلفزيونية ذات اللغة الهابطة التي أثارت انتقادات حادة خلال شهر رمضان الأخير.
وفيما كانت منى نور الدين بصدد تقديم مسلسل تلفزيوني جديد مع المخرج أحمد صقر بعنوان «كحل الهوانم» فإنها رحلت في أواخر شهر رمضان الفضيل.
كانت منى نور الدين قد قضت يوم الثلاثاء الماضي بعد صراع مع المرض، فيما بدأت رحلتها مع الكتابة الدرامية للتلفزيون منذ عام 1980 بقصة «النساء يعترفن سرًا» لتتوالى أعمالها التي تشكل علامة في الأدب التلفزيوني وهي: «جواري بلا قيود» و»الحرملك» «وبلاغ للنائب العام» و»همسات في العاصفة» و»العزف على أوتار ممزقة» و»كلمات» و»هوانم جاردن سيتي» وهو من أشهر ما كتبته للشاشة الصغيرة.
وقد اتفق العديد من النقاد على أن لغة منى نور الدين كانت «راقية» واعتبرت الكاتبة الراحلة أن كتاباتها تنتمي للأدب الإنساني وتتناول فيها أحاسيس المرأة ومشاعرها من الداخل فإن إبداعاتها المكتوبة للتلفزيون إنما تنتمي للاتجاه الرومانسي.
ويبدو جليًا أن منى نور الدين كانت من أنصار «الكيف لا الكم» في الدراما التلفزيونية فهي التي قالت: «المطلوب أعمال متميزة حتى يصبح هذا هو الطابع العام ومسألة الكيف مهمة جدًا» ومع ذلك فقد ألمحت قبل رحيلها إلى وجود عدة مشروعات لمسلسلات تلفزيونية لديها ومن بينها عمل بعنوان: «أصحاب المقام الرفيع» وعمل آخر اختارت له عنوان «الجحيم رجل».