بقلم - كاميرون كونواي:
تساعد شركة «جنيفا غلوبال» الاستشارية الخيرية النافذة والمتخصصة في التنمية الدولية على تغيير العالم، وذلك على الرغم من صغر حجمها.
وبمساعدة موظّفين لا يزيد عددهم على 52، تعمل الشركة بهدوء على تشجيع الأعمال الخيرية الاجتماعية عالميًّا، عبر تحريكها المتكرر لأداة مقارنة، اسمها «تعاون الدمبل».
وتشرح آفا لالا، مديرة «جنيفا غلوبال»، قائلة: «عند أحد طرفي الدمبل نجد الجهات المانحة، وهي إما فاعلة خير أو مؤسسات من القطاع الخاص. ومن الجهة الثانية نرى المنظّمات غير الربحية». وتتابع بالقول: «يريد الطرفان حلّ مشاكل اجتماعيّة معقّدة، لكنّ طموح الجهات المانحة غالباً ما يفوق مواردها، في حين أنّ المنظمات غير الربحية غالباً ما تمضي وقتاً ثميناً وهي تحاول التواصل مع الجهات المانحة. أما الحل - كما نراه - فهو الجمع بين هذين الطرفين، وأداء دور القبضة التي تتوسّطهما».
عندما تُطلق «جنيفا غلوبال» مبادرات خيرية لعملائها تبدأ بجمع الأفكار والمعلومات. هل يريد الزبون التطرق لمسألة طارئة على صلة بالصحة العالمية، على غرار الإيبولا، أم يودّ معالجة مشكلة تربوية؟ وبعد ذلك، تبحث «جنيفا» عن شركاء في دول نامية (هم عبارة عن منظمات غير ربحية لديها سيرة حافلة في المجال، وتودّ التعاون على تطوير برنامج). أما المنفعة من إيجاد شركاء من هذا القبيل فهي أنّه يمكن تكييف البرنامج وفقاً للسياق المحلي، والتشجيع على استغلال قدرات المجتمع وأصحاب الشأن المحليين، والنفاذ في النهاية إلى مزيد من الأشخاص.
في العام 2011 مثلاً عقدت «جنيفا» شراكة مع «ليغاتوم فاونديشن» لاستحداث صندوق «إند فاند»، الذي جمع مانحين تعاونوا معاً، وجمعوا منذ ذلك الحين مبلغاً بقيمة تزيد على 50 مليون دولار. وسمحت الأموال بدعم مبادرات هدفها السيطرة على الأمراض الاستوائية، أطلقها عدد من المنظمات غير الربحية ووزارات الصحة التابعة لحكومات أكثر من 15 دولة. ويفيد دوغ بالفور، رئيس «جنيفا غلوبال»، قائلاً: «تم النفاذ إلى أكثر من 75 مليون نسمة عبر توزيع الأدوية للعموم، فتركنا أثراً، وبلغنا نطاقاً، لا يمكن التوصل إليهما إلا عندما يُظهر المانحون رغبة في التعاون، وفي التعلّم من بعضهم بعضاً، وفي اللجوء إلى صوتهم الجماعي لإطلاق شرارة التغيير».
لقد سمح مفهوم «تعاون الدمبل» لشركة «جنيفا» بتنفيذ أسلوب تعاون قادر على إحداث تغيير اجتماعي مستدام، وزيادة الأثر الذي تتركه الأعمال الخيرية، ولاسيّما إن تم تطبيقه على القطاع الاجتماعي.
كاميرون كونواي - زميل 2015 في «المشروع الدولي لوضع التقارير» ومؤلف كتاب «ملاريا، أشعار»