بقلم - ماتياس هولويغ:
بعكس ما يقوله البعض، لن تُحدِث الطباعة ثلاثية الأبعاد ثورة في قطاع التصنيع عمّا قريب، ولن تجعل المعامل التقليدية بائدة قبل أن ندرك ذلك. وواقع الحال هو أنّ اقتصاديات الطباعة الثلاثية الأبعاد تجعل هذه الطريقة غير قابلة للاستدامة في المستقبل المنظور لإنتاج معظم القطع التي يُعمَل اليوم على تصنيعها؛ وبالتالي لا بدّ لنا من التطلّع إلى مجالات جديدة نستغل فيها القدرات الفريدة للطباعة ثلاثية الأبعاد؛ كي يتسنّى لها أن تكمّل قطاع الصناعة التقليدية.
لقد نجحت الصناعة الجمعيّة، التي تُعرَف أيضاً باسم «الطباعة ثلاثية الأبعاد»، في تشغيل خيال العموم، وظهرت بالتالي استعمالات مثيرة لها في شتّى القطاعات.
وفقاً لتوقعات البعض، سنتمكن في النهاية من تصنيع أي قطعة بنقرة زر، بيد أن الاستنتاجات الأولية التي توصّل لها مشروع بحوث من إعداد «مجموعة البحوث حول الصناعة الجمعية والطباعة الثلاثية الأبعاد» في «جامعة نوتينغهام»، و»كلية سعيد للأعمال» في «جامعة أوكسفورد»، تشير إلى أن الطباعة ثلاثية الأبعاد تنطوي على تحدّيات كبيرة على صعيدَي النشر والتعليم.
تحقق الطباعة ثلاثية الأبعاد النجاح الأكبر في المجالات التي يكون التكييف فيها أساسياً، على غرار طباعة آلات السمع وزرعات الأسنان؛ إذ يسمح مزيج من المسح والطباعة الثلاثية الأبعاد بتكييف الزرعات بطريقة لم تكن ممكنة من قبل، بيد أن 99 في المئة من القطع المصنّعة تعتمد معايير محددّة، ولا تتطلّب تكييفاً. وفي هذه الحالات لا بد للطباعة ثلاثية الأبعاد أن تكون قادرة على منافسة إجراءات التصنيع موجّهة من نطاق العمليّات ومن فعاليّة العمليّات اللوجستيّة.
وبالتالي عندما لا يكون التكييف ذا أهمّية لا تعود الطباعة ثلاثية الأبعاد تنافسية؛ وبالتالي تتسبّب طباعة قطعة واحدة مثلاً في زيادة التكاليف بشكل ملحوظ، فيعتري خفض التكاليف عبر زيادة الإنتاج أهمية.
ثمّة نقطة ضروريّة أخرى، هي تكلفة القوى العاملة. فبعكس المعتقدات الشائعة، لا تتم الطباعة الثلاثية الأبعاد «بنقرة زر»، بل تشمل معالجة سابقة وتالية لعمليّة الطباعة، في عمليّة تنطوي على تكاليف قوى عاملة.
لا شك في أن تكنولوجيا ثلاثية الأبعاد تنطوي على قدرات عظيمة، ولكن في الوقت الراهن يجب أن ننظر إليها على أنها عنصر مكمّل وأداة جديدة تماماً، وأن نستغل قدراتها الفريدة على تحسين منتجات حالية، وعلى تصنيع منتجات جديدة كلياً.
ماتياس هولويغ - أستاذ إدارة عمليات في «كلية سعيد لإدارة الأعمال» في جامعة «أوكسفورد»