مقبول بن فرج الجهني ">
مكة المكرمة والمدينة المنورة. الحرمان الشريفان لهما الأولوية والاهتمام والعناية لدى القيادة والحكمة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه. وتشريف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لزيارة طيبة الطيبة جاء في إطار عناية ورعاية واعتزازه باحتضان مملكتنا العزيزة لقبلة المسلمين ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم؛ لذا كان تشريفه لطيبة الطيبة سعادة غمرت أهالي المدينة المنورة الذين تشرفوا وسعدوا وفرحوا بهذه الزيارة التي تخللها الوقوف الشخصي لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله على المشروعات التنموية التي في مقدمتها مشروعات هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، وقد عبر صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة بأن هذه الزيارة الميمونة لمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها كل الخير وفي مقدمتها التأكيد على مشروعات توسعة الحرم النبوي الشريف لخدمة الإسلام والمسلمين، وأيضاَ رعايته حفظه الله لحفل تسليم جائزة الأمير نايف العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، ومن خلال متابعتي لهذه الزيارة شاهدت هذا القائد الحكيم الملك سلمان وهو يطلع ويسأل ويناقش المعنيين على العرض الخاص لمشروعات توسعة الحرم النبوي الشريف والعناصر المرتبطة بها مؤكداً حفظه الله الحرص على متابعة العمل في مشروع التوسعة الكبرى للمسجد النبوي والمشروعات المرتبطة بها التي تعنى بخدمة الإسلام والمسلمين من شتى أنحاء العالم وكذلك خدمة أهالي مدينة الرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وزوارها أن أهالي المدينة وهم سعداء بتشريف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لحفلهم بمناسبة قدومه اليهم يشعر كل مواطن منهم بالسعادة بقدومه ويشعرون ويعتزون ويسعدون أكثر وهو بينهم قريب منهم يتفقد أحوالهم وهو ما عرف عنه حرصه على لقاء مواطنيه دون تكلف، ويؤكد على ذلك خلال لقائه بالمسئولين بضرورة فتح الأبواب والاستماع لمطالب المواطنين دون أي عوائق.
وزيارة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لمكة المكرمة والمدينة المنورة تأتي في إطار عنايته واهتمامه وحرصه على تلمس راحة وحاجات الزائرين للمدينة المنورة ومكة المكرمة في مثل هذه الأيام التي تشهد فيهما الحرمين الشريفين توافد اعداد كبيرة من الزائرين والعمار ومن هذه المنطلقات السامية الكريمة فإن القيادة برعاية خادم الحرمين الشريفين أمد الله في حياته الغالية حريصة على استدامة التطور والتنمية في مناطق المملكة كافة وبالذات في الحرمين الشريفين التي تشهد توسعات تاريخية عظيمة وهذا نهج مؤسس هذه المملكة العزيزة وسار أبناؤه من بعده على نفس المنهج خدمة وعناية واهتماماَ بالحرمين الشريفين وبكل ما يهم المواطنين وزوار وإعمار الحرمين الشريفين وبالذات الحرص والعناية بمشاريع الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة لراحة الزوار والعمار من كل أقطار العالم.
جائزة الأمير نائف العالمية حظيت بشرف المكان والزمان
الأميران الكريمان العظيمان العزيزان الخيران سلطان بن عبدالعزيز ونايف بن عبدالعزيز آل سعود يرحمهما الله عظيمان في الذاكرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لما قدماه من إرث عظيم للوطن والمواطن، ومازال إرثهما قائماَ بإقامة المسابقات القرآنية والنبوية داخلياَ وخارجياً، وهذا ما يؤكد أن أعمال الخير تستمر حتى بعد الموت كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث.. وجاء منها أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) وكلتا الحالتين تحقق في المجالات الخيرية والمسابقات الدينية التي يحرص عليها ويرعاها ابناء سلطان وابناء نايف في كل أصقاع الأرض، وهذا امتداد للسيرة الخالدة التي قدماها طيلة حياتهما رحمهما الله بواسع رحمته ورضوانه وأسكنهما فسيح جناته، فقبل أيام اختتمت مسابقة الأمير سلطان القرآنية في أقصى الشرق بحضور عدد كبير من العلماء وحفظة القرآن الكريم ووزعت جوائز ترصد من نفقة سلطان الوقفية رحمه الله التي حرص ابناؤه عليها وبناته على استمرارها لتكون نافذة تعليمية لأبناء المسلمين في العالم فرحم الله سلطان بن عبدالعزيز الذي رفع بهذه الأعمال الخيرة الجليلة.
وفي حديث ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف العام على جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة عبر الأمير محمد بن نائف بن عبدالعزيز للوسائل الإعلامية عن فخره واعتزازه برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الحفل الختامي للجائزة التي تجسد عناية واهتمامه بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأضاف سمو ولي العهد في كلمة بهذه المناسبة: لقد هيأ الله سبحانه وتعالى لهذه البلاد منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود رحمه الله ومروراَ بعهود انجاله الملوك: سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمة الله عليهم الى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، ولاة أمر نذروا أنفسهم لخدمة الدين والاهتمام والعناية بمصدري التشريع في البلاد، وهما كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليكونا دستوراً ومنهاجاً لها مسترسلاً سموه ان رعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز لحفل ختام الجائزة يجسد معنى ذلك التأسيس السنوي.
ويشير الأمير محمد بن نايف عن هذا الجانب أن من أوجه العناية بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إقرار جائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية التي تبنى راعيها الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله نشأتها ومنحها عنايته واهتمامه بوصفها مصدراَ تشريفياَ بعد كتاب الله الكريم وحققت الجائزة بفضل الله ثم بفضل دعم الأمير محمد بن نائف بن عبدالعزيز حفظه الله أهدافها وواصلت رسالتها السامية في تشجيع البحث العلمي في مجال السنة النبوية وعلومها والدراسات الإسلامية المعاصرة في اذكاء روح التنافس العلمي بين الباحثين في انحاء العالم ودراسته الواقع المعاصر للعالم الإسلامي واقتراح الحلول المناسبة لمشكلاته بما يعود بالنفع على المسلمين ومستقبلاً.
ومما سبق الإشارة اليه في حديث سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف العام على الجائزة ويتضح الجهد الكبير والعناية الفائقة والحرص والمتابعة من لدن الأمير نايف بن عبدالعزيز متبني الجائزة رحمه الله لذا حققت الجائزة العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية أهدافها النبيلة في فروعها المختلفة وتبوأت مكانة عالمية انطلاقاً من عاصمة الإسلام الأولى المدينة المنورة مهنئاً ولي العهد حفظه الله من كل من نال شرف الفوز بالجائزة سائلاً المولى العلي القدير ان يتغمد بواسع رحمته ورضوانه راعي الجائزة الأمير نائف بن عبدالعزيز وان يجزيه عن خدمة السنة النبوية المطهرة خير الجزاء وان يجعل ما قدمه للإسلام والمسلمين في موازين حسناته وان يحفظ لبلادنا نعمة الإسلام والأمان في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
كما تحدث رئيس الهيئة العليا للجائزة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية عن ما تحظى به الجائزة من الاهتمام من القيادة الرشيدة في كلمة أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قال فيها: لقد جمع يا سيدي في هذا اللقاء المبارك بين شرف المكان الذي يضم ثراه أشرف الخلق وبه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرف الزمان في شهر رمضان المبارك وان ما تحظى به هذه الجائزة الإسلامية العالمية من رعاية سامية منذ صدور الموافقة الكريمة على انشائها تؤكد بكل وضوح منهج هذه البلاد المباركة التي أسسها موحد كيانها العظيم جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه على كتاب الله وسنة رسوله الأمين وخدمة الإسلام وإعلاء شأن المسلمين وتحقيق الأمن والسلام للمجتمع الإنساني مزجياً سمو الامير سعود بن نايف شكره وتقديره وإجلاله للرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لحفل الجائزة مهنئاً الفائزين بجائزة نايف العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة في كل فروعها لهذا العام .
وقد تميزت الجائزة العالمية التي تبنى ورعى خطواتها من البداية خدمة للسنة النبوية وإثراء للدراسات الإسلامية المعاصرة بكل جديد ومفيد وتعكس الجائزة صورة مشرفة متجددة من صور عناية حكام هذه البلاد المباركة بالسنة النبوية خصوصاً والإسلام عموماً كما اتسعت رؤية الجائزة ورسالتها بالوضوح وسلامة التخطيط اذ ركزت اهدافها على تشجيع البحث العلمي وإذا كان روح التنافس ودراسة القضايا المعاصرة وابراز محاسن الإسلام وتوثيق الصلات بين العلماء والباحثين والمفكرين، ويضيف معالي الدكتور ساعد العرابي الحارثي مستشار وزير الداخلية عضو الهيئة العليا للجائزة وأمينها العام بأن الجائزة تعد في حقيقتها منظومة من الجوائز المتميزة والمتنوعة وخدمة السنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة ومما تقدم ذكره يتضح لنا جلياً بأن جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله ومن ثم الرعاية والتوجيه لرئيس هيئتها العليا صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز وللمشرف العام على الجائزة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز قيادة إسلامية تجمع بين الأصالة والتجديد التي تؤكد اتباع منهج السلف في التعامل مع السنة النبوية والتجديد على تناولها بالموضوعات التي تتلمس احتياجات العصر وتنسق مع معطياته ومتطلباته.
وفي الختام.. إن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لجائزة الأمير نايف العالمية للسنة النبوية يأتي انطلاقاً من وفائه العميق لدعم العلماء والمتسابقين لأفرع الجائزة وإيماناً منه رعاه الله برابطة الأخوة التي تنبع من حبه الكبير لأخويه الكريمين يرحمهما الله: سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز، تغمدهما الله بواسع رحمته ورضوانه، وتحية وتقدير ووفاء لأبناء سلطان ونايف لاستمرار هذا العطاء وحفظ الله قائدنا ورائدنا والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي وضع الجميع بعنايته الغالية.