رحمه الله الزميل العميد الشهيد راشد الصفيان وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
لقد عرفته عن قرب من خلال مزاملتنا في العمل في العلاقات والتوجيه في وزارة الداخلية؛ حيث كان شديد التهذيب وخلوق وإنسان رائع ومتدين ويتمتع بعلاقات جيدة ومحل تقدير زملائه، كما عمل في مكتبي ثم مديرا للشئون الإدارية في الادارة العامة للعلاقات والتوجيه نظرا لانضباطه وجديته وحرصه على الدوام، كما كان طموحا متطلعا إلى تطوير ذاته حيث درس اللغة الانجليزية في كندا، ثم دورة متخصصة في الحاسب الآلي وهو من عائلة عريقة في الدين والاخلاق والوطنية إذ إنها من العوائل التي يعمل عدد من أبنائها بقرب ولاة الأمر حفظهم الله وذلك لتدينهم وولائهم وأخلاقهم العالية وطيبتهم و نقاء سريرتهم وجديتهم؛ حيث خلف الأبناء آباءهم وأجدادهم في العمل.
رحمك الله رحمة واسعة يا أبا إبراهيم وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة، وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان على هذه المصيبة الكبرى والحدث الجلل الذي جاء في نهاية شهر رمضان المبارك وليلة فرح وابتهاج الناس بالعيد وإنا لله وإنا إليه راجعون، فتحولت ليلة العيد الى حزن وألم وفجيعة، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وقدر الله وما شاء فعل، وأسوق ذلك عطفا على أن نذكر محاسن موتانا وأن يدعو له الجميع بالرحمة والغفران.
وعندما كنت أتحدث بالهاتف إلى الأستاذ عبدالعزيز بن سليمان الصفيان منسق شئون العائلة وصندوقها لأخذ وصف المنزل باتجاه الدائري الجنوبي ثم طريق الحائر ثم طريق عرفه الذي ينطلق من طريق الحائر باتجاه حي الشفاء حيث عادت بي الذاكرة إلى نبل إنسان عظيم ووفي وشهم وهو الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وترتيب زيارته لأسر شهداء الواجب عقب تفجير مبنى الإدارة العامة للمرور في الأول من ربيع الأول 1425للهجرة وهم العميد عبدالرحمن الصالح والموظف إبراهيم المفيريج والرائد إبراهيم الدوسري وأسرة الطفلة وجدان في حي العريجاء حيث كانت الأحياء متباعدة في أقصى الشمال الشرقي ثم حي حطين في أقصى الشمال الغربي ثم حي العريجاء في أقصى الجنوب الغربي ثم حي العزيزية في الجنوب الشرقي، وكان اليوم طويلاً على سموه، والاجتماعات كثيرة وسيكون مرهقا عليه واقترحنا أن يكتفي بأسرة وأسرتين ويكلف من يرى في البقية، لكنه رحمه الله أصر على زيارة الجميع والجلوس معهم ومواساتهم رغم الظرف الأمني ومواقع الأحياء في جولة استمرت أربع ساعات من بعد العصر تقريباً وحتى ما بعد العشاء، وقال: يجب أن تصل الرسالة واضحة للإرهاب بأننا يد واحدة وأسرة واحدة ضد المساس بأمن الوطن واستقراره.
وعند زيارتي لأسرة الصفيان لفت نظري تكاتف الأسرة وموقف الابن إبراهيم خريج الثانوية العامة ورباطة جأشه وحديث الجيران عن العميد راشد وأخلاقه وحسن تعامله رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وهو عند وفاته كان برتبة عقيد لكن الدولة حفظها الله تكرم الشهيد بترقيته للرتبة التي تلي رتبته، ويمنح والداه وأولاده وأسرته مميزات معنوية ومادية.
- د. سعود بن صالح المصيبيح