السيد برقة: الآثار النبوية محل عناية المسؤولين ">
جدة - صالح الخزمري:
أكد السيد سمير برقة، الباحث في الآثار النبوية، مكانة الآثار الإسلامية مشيداً باهتمام الدولة في الحفاظ على الآثار النبوية كما هو ملاحظ من إمارة منطقة مكة المكرمة ومن الهيئة العامة للسياحة والآثار. وقال إنه لا صحة لمن قال إن الحكومة لا تهتم بالآثار مستشهداً بقول الأمير سلطان بن سلمان: أنتم عيوني في مكة.
وقال السيد برقة ليلة محاضرته عن (الآثار النبوية في الحجاز.. مكة المكرمة نموذجاً) بأسبوعية عبد المحسن القحطاني بجدة: إننا لسنا بحاجة لإنشاء قناة فضائية؛ لأن أبواب الدولة مفتوحة (هيئة السياحة والآثار وإمارة المنطقة)، حتى أننا جلسنا مع المقاول ابن لادن وتناقشنا معه في الحفاظ على المعالم مع التوسعة.
ورد السيد برقة على من يخشى التبرك بالآثار بأن جناب التوحيد نحافظ عليه، والخلل في من تمسح بالأثر وليس في الأثر، فالقضية أنك تعلم وتترك الأثر كما هو، ونضع عليه سياجاً، ونستطيع عن طريق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر توعيتهم.
وقال إن قضيتنا الآن مع الأماكن الموجودة، أما المواقع المزالة من أجل التوسعة فقد وثقناها.
السيد برقة قدَّم عرضاً مدعماً بالصور عن الآثار النبوية في مكة مبيناً أنه لا مشاحة في التسميات، آثار نبوية أو آثار إسلامية. ووقف على عدد من الآثار النبوية الشهيرة، بدءاً من مكان ولادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي لا يزال باقيا إلى الآن، موضحاً أنه مكث فيه الرسول، ثم انتقل إلى بيت عمه أبي طالب، ثم انتقل إلى بيت السيدة خديجة بنت خويلد، وهذا المكان من أعظم الأماكن نظراً لنزول الوحي فيه.
وغار حراء (مكان نزول الوحي) الذي يعد الوصول إليه الآن ميسراً، ودار الأرقم بن أبي الأرقم التي جعل عليها الملك عبد العزيز - رحمه الله - مدرسة للتوحيد والعقيدة. وهذه نظرة شمولية للحفاظ على المكان. وعرج على جبل المرسلات وعلى موقع حصار بني هاشم.
أما مكان الإسراء والمعراج فيوضح أن هناك روايتين: الأولى: في الحِجر، والثانية: في بيت أم هاني.
وشرح برقة موقع الجبلين الشهيرين الأخشبين (جبل قعيقعان وجبل أبي قبيس) ومسجد الجن ومسجد الشجرة، وإن كان عليه خلاف، ومكان بيعة العقبة الذي أمر الملك عبد الله - رحمه الله - بالمحافظة عليه. ومن الآثار الأخرى: غار ثور وموقع صلح الحديبية (بيعة الرضوان)، مبينا أن مكان البيعة يختلف عن مكان الصلح.
وعرج على مسجد الفتح وبئر طوى التي من فضلها أنه مر عليها عدد من الأنبياء والصالحين، ومسجد الغنم وهو المكان الذي أعطى فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - الأمان لأهل مكة، ومسجد الراية (الغزة) نسبة لغز الرسول رايته في الأرض، وحدود أعلام الحرم، وجبل خندمة الذي يقع خلف المولد النبوي.
ومن الآثار الأخرى: موقع معركة حنين، وهو قريب من جعرانة حالياً، ومسجد الإجابة الواقع عند ريع ذاخر، ومسجد التنعيم ومسجد الخيف بمنى.
أما مسجد نمرة فيعتبره المكان الذي انطلق منه أول بيان لحقوق الإنسان «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرم عليكم....».
ومن المساجد الشهيرة الأخرى: مسجد الرحمة (مسجد الصخرات) الذي قال عنه - صلى الله عليه وسلم -: «وقفت ها هنا، وعرفة كلها موقف». و مسجد المنحر والكوثر الواقع بين الجمرة الصغرى والجمرة الكبرى.
وفي ختام الأمسية علق على المداخلات التي كانت تدور حول تحديد الأماكن التاريخية ووضع أسمائها عليها، وكيفية المحافظة على الآثار النبوية في ظل الحاجة الملحة للتوسعة نظراً لكثرة وتزايد أعداد الحجيج.