نورة بنت عبدالله الشباني ">
يتحدث الناس عن إنجاز الوزير، ونجاح ممارسته.. وتأتي عادة تلك النجاحات نتيجة تعديل إجراءات إدارية عتيقة، أو دمج سلسلة من الإجراءات البيروقراطية، أو أتمتها.. أو غيرها من الممارسات الإدارية الإصلاحية الفاعلة.
ويستعجل الناس الحلول، ويستبطئوا النتائج، ويطمحوا دائما لرؤية إنجازات عاجلة.. والحق، أن الإنجاز الحقيقي يتمثل بإحداث الثقافات الجديدة، والتي تتسبب بوجود منعطفات تاريخية تبقى أثارها خالدة عبر التاريخ، وتكفل فيما بعد صلاح الإجراءات أيا كان ضعفها.. وعلى ذلك فقد لا نجد من يتحدث عن إسهامات وزير التعليم ومجهوداته في تحقيق رغبات ومطالبات المعلمين العالقة هنا وهناك بعد فترة وجيزة من الحصول عليها!! وقد تنسى تلك الجهود بعد فترة زمنية وجيزة من الحصول عليها! رغم ما بُذِلَ فيها من جهد وعناء (مع ما تستحقه من عناء)، ولكن قطعا سنجد التاريخ نفسه يوما يتحدث عن من أعاد للمعلم مكانته العلمية والاجتماعية والمهنية، وجعله شريكا حقيقيا -وليس مجرد موظف- يتقاضى دخلا ماديا محدود، وبعيدا عن صناعة القرار، ومواطن الإبداع..
عزيزي القارئ الكريم، إن من يُحدِث ثقافة كمن يؤلف كتابا، سيواجه نقدا ومقاومة، لأنه يصعب رؤية الأثر وقياس الإنجاز في متغير ثقافي وتعديل إستراتيجي.. ولا سيما إذا جاء العمل الإستراتيجي بعد تراكم من الممارسات والحلول الوقتية القديمة والمتعارضة أحيانا طبيعة العمل الإستراتيجي ومنهجيته، وأملي أن يدرك الجميع هذا الحراك الذي يحدثه وزير التعليم وبقية الوزراء الموفقين، ويستمروا في تهيئة السبل لهم ليُرى لأعمالهم الأثر في مستقبل الأيام، ودمتم بحفظ الله.