محمد جبر الحربي
1 -
لا تسأليني عن الألحانِ والوترِ
فأنتِ كالعودِ معزوفاً على البشَرِ
بل اسأليني عن الدنيا وغايتِها
فالروحُ جملتُها في البدْءِ والخبَرِ
2 -
لوكان للحبِّ وصفٌ يُستدلُّ بهِ
لكان حسنكِ.. رسمَ الحبِّ بالصورِ
3 -
تسائلني والهوى مسألَةْ
وتسترُ أسرَارَهُ المذهلَة
شِماليةٌ وجهُها مثلُ شامْ
حجازيةُ الروحِ والمنزلَةْ
4 -
قسماً أراكِ وإنْ تغيبي
قسماتُ وجهكِ ترتقي بِي
ولَأنتِ فلٌّ فاح من نبْلٍ وطِيبِ
ولَأنتِ ما غنى طلالُ مع المغيبِ!
5 -
حزينٌ كما يحزن الياسمينْ.
أغني أحبكِ..
يخضرُّ فرعٌ
ويحمرّ خدٌّ لهُ سحرُ تينْ
6 -
نعسانةً الطرْفِ يا صحوي مِن التّعَبِ
مَن يُوقظُ الصّبحَ إلا وجهُكِ العرَبِي!
7 -
العمرُ جُمْلةُ ما يمرُّ..
وأنتِ مُختصَرٌ وجُمْلَةْ.
8 -
لا سجنَ في قيدِ السطورْ
لا كرهَ في قلبِ القصيدةِ
لا انحناءَ..
ولا مذلّةَ للبشَرْ!
9 -
أيا شمسُ عَبّادُها خاضِعٌ
ويا فتنةَ الليلكِ الآمرَة
ويا منهلَ الأنهرِ المانحات
ويا مزنةَ الأدمعِ الماطرَة
بغمّازتينِ على كرمتينِ
فقلْ للكرومِ هنا الفاخرَةْ
وعينانِ تبسمُ للقادمات
كأنّ النجومَ بها دائرَةْ!
10 -
وهم يعلمون ولا يعلمونْ.
بأنكِ بستانُ وردٍ..
محيطٌ من الأرجوانِ
البنفسجُ سيلٌ من الأقحوانْ.
وأنكِ تفاحُ أرضٍ..
كما تشتهيهِ الطفولةُ والطيبونْ.
11 -
لعينيكِ يا طفلتي المشتهاةْ.
أصلّي كثيراً، وأدعو الإلهْ
ليحفظَ للوردِ أكمامَهُ ونداهْ
ويحفظَ سحرَ الترابِ..
وسرَّ المياهْ.
12 -
تلاعبُ قلبي على كفّها
وتسكرُهُ قبلَ أنْ تشملَهْ
فلا ليلَ إنْ لمْ يكنْ شَعرَها
ولا فجرَ إنْ لمْ تكنْ أولَهْ.