حسناءٌ صقليةٌ تحاكم ثقافتي ">
على سكةِ البحر في (تُورَمَينا)
بخاصرةِ الجبلِ الأصيدِ
تفاجئُني قادماً، أيُّ نُبلٍ
أتى بِكَ قبل ابتدا الموعدِ
تماشي الرفاقَ، تميلُ العقالَ
تتيه ُبمظهرِك الأوحدِ
فتحتَ ذراعيكَ، ناديتَني
ركضتُ إليك بحبٍ نَدي
يوشوشُ في مسْمَعَيَّ صدى
أهازيجِ يومي، ووعْدُ الغَدِ
مَدَدْتُ، أشرتَ لغيرِكَ لِمْ
وأنت الذي بينهم مقصدي!
وآن ارتباك وثارت ظنون
وقبّلَ غيرُك حباً يدي
نظرتُكَ شَزْراَ، وحين استدرتُ
تناديْ ورائيْ (فلورا)عُدِي
تَذوقْ مرارةَ حقدي عليك
وقبلك قلبيَ لم يحقد
ويا خيبتي في صديقِ عشقتُ
مُحيَّاهُ بين حضور الندي
دنوت أحيي الشموخ وأُطْري
جمالَ اللباسِ الذي يرتدي
يقول: شماغٌ، وبشتٌ، عقال
فهلاَّ حفظتِ؟ إذاً رددي
أُرددُ في لثغةٍ ما يقولُ
ويضحكُ من لثغتي سيدي
ينادمُنِي في حميمِ العشايا
يطيرُ بوصْفي إلى أبْعدِ
ويزعمُ أني حفيدةُ قومٍ
أمُتُّ إليهِ، وجدِّي عَدِي
يُعيدُ الأغالبَ، وابنَ الفراتِ
وبعضَ رسومٍ على معْبَدِ
كأنْ لم يزلْ سيداً هاهُنا
وقومُهُ جاءتْ ولم تُطرَدِ
وأنْ لم نكنْ قد غزونا دياراً
وها هوَآتٍ إلى موردي
أنا من (مسينا) فكيف يرى؟
دُوينهُ في شَرفِ المحْتدِ!
يُطاردني بعدُ أينَ وأين
ورُسْلُهُ تبحثُ عن موعدِ
يقولون عنهُ: غريبُ الرؤى
أرادَ الرشادَ ولم يرشدِ
يُطيلُ إعتذراً، أيشفي إعتذارٌ
جراحاً ترينُ على الأكبد؟ ِ
وهل شاغلي من يكون الأسنَّ!
أوابدُ قومٍ بهم يقتدي
فما شأنُنا آنساتِ الصبايا
بأعرافَ قُدتْ من الجلْمَد؟
وشفَّعتَ شعرك، يا للفتى
وأرهفتُ سمعي لكي تبتدي
وأسْمعتَ شعراً شهيَّ المذاقِ
أنيسَ السماعِ. فهاهيْ يدي
- مبارك بن دليم (ميمون السبيعي)