محمد عبد الله الحميضي ">
قد يغيب الكثير عن الاجتماعات والمناسبات التي تحصل طوال العام، وقد تشغله الحياة عن زيارة قريب له من عم أو خال أو حتى بعضهم يغفل عن زيارة أقرب الناس له وهم إخوته وأقاربه ذوو الرحم الذين وصّى عليهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والعذر تساهل وتغافل وانشغال بأمور الدنيا التي ازدادت في قطع الصلة والانشغال بأمور الحياة، حيث تقاربت المسافات وتباعدت القلوب والأجساد ولها أسبابها الكثيرة، ولكن ومع الإمكانيات الحديثة وتوفر كافة سبل الراحة والنقل، إلا أن الكثير يتخلفون عن مناسبات الزواج والعزاء ومنهم من يتجاهلها ويعيش في عالمه الخاص بين عمله وبيته وسفرياته وجلسات العمل متجاهلاً كل من حوله، وآخرون قد يعتذرون ويرسلون رسائل اعتذار مدّعين فيها انشغالهم مع أن من هم أكثر منهم انشغالاً متواجد في هذه المناسبة ولكنها قناعات عند البعض وعدم اهتمام بها مدعين أنها إشغال لهم عن ممارسة حياتهم الخاصة وليس المطلوب تلبية جميع الدعوات وحضورها، ففيها إرهاق لمن لديهم أعمال هامة وإشغال لهم عن أعمالهم ولكن هناك أولويات وهي المناسبات العائلية ومنهم أقرب الناس إلى المدعو وخصوصاً أفراد العائلة المقربين الذين يفرحون بالاجتماع وتلبية الآخرين لدعوتهم وحضور مناسباتهم والفرح لفرحهم.
ويبقى العيد هو اليوم الذي يجب أن يجتمع فيه الجميع ولا عذر لمن لا يحضر، مع أن الغالبية يحرص على مناسبات الأعياد ويعتبرها فرصة للسلام على الجميع معتذراً عن ما مضى من أيام تخلف فيها عن الحضور، حيث يُقال في الماضي بأن العيد هو (سلام القاطع) أي هو اليوم الذي يجتمع فيه الجميع، ولا قبول للاعتذار ففيه تتوقف الأعمال والأشغال.
ومع الاجتماع وفرحة العيد فإن النفوس تسامح وتعذر كل من تخلف في أيام سابقة، معتبرين أن هذا العيد اجتماع فرح وسرور وغسيل للقلوب واستقبال للمستقبل بقلوب بيضاء تحمل في طياتها الحب للجميع، فلا غرابة في التسامح والتصافح في يوم العيد والجميع يكونون مبتسمين فرحين شاكرين لله الذي أنعم عليهم إكمال الصيام وهم بصحة وعافية ويسَّر لهم رؤية أقاربهم ومحبيهم في هذا اليوم المبارك، وهو فرحة اجتماعية دينية تحمل في طياتها كل معاني الحب والتقدير للجميع، وهو يوم التجديد واستمرار الحب وفتح صفحات جديدة لعلاقات كاد أن يصيبها الفتور ليتجدد الحب بين الجميع.. فالعيد فرصة للاجتماع لمن أجبرته ظروفه للبعد عن الاجتماعات والزيارات التي تخلّف عنها طوال العام ولرؤية من لم تساعده الظروف رؤيته والسلام عليه، وكل عام والجميع بألف خير.
- شقراء