حسناء محمد ">
كل عام وانتم بخير
مر الشهر الفضيل وكأنه لم يمر، وهكذا هو الزمن الذي تحب وتأنس له النفس سرعان ما يمر.. والعيد أنس آخر وضعه الله لعباده كالمكافأة على الشهر الذي قضوه صياما وقياما وعطاء وتكاتفا في كل خير.
وللنساء شأن آخر مع العيد، فيبدأ تجهيزهن له من بداية الشهر، فما أكثر ما يلزمهن وحاجتهن وتشعب ما يرغبن في الحصول عليه من منابت الشعر إلى أخمص القدم.
وقد تأتي ليلة العيد وهن لم ينتهين بعد من قائمة الطلبات، ويصبن بالإحباط حين ينظرن لرجال يخرج لساعة فيأتي بكل مستلزماته ومن محل واحد كما يقولون!
يشعر بعض النساء عادة أنه موسم وفرصة لظهور كل واحدة بمواهبها في أن تكون الأكثر لفتا لنظر من بينهن , في أن تكون من تضع رجلا على رجل وكل ما فيها يصرخ بغلاء قيمته!
وإن شذ من هذه القاعدة هن أكثر عقلا وتعقلا من أن يبقى هذا الأمر الشكلي شاغلهن الشاغل وبلائهن المتعاظم الذي يهدر الوقت والجهد ولا يمنح في الأخير ما تصبو له النفس من جمال، إن لم يكن القالب هو الغالب.
أحيانا تخرج الواحدة وليس معها سوى المائة ريال فتستمتع بها أكثر من مبلغ كبير لا تعلم أين صرف ولا في ما صرف!
تشرب فنجال قهوتها في الكوفي المخصص للنساء ثم تتجول في السوق فتجد قطعة جميلة خفضت من مئتين لخمسين ريالا وتعود والباقي ما يزال.
قلت مرة لإحدى الصديقات لا أحب شراء الماركات المقلدة إن لم يكن لديك مقدرة على شراء الأصلي فلا داعي لاقتناء ما يجعلك كمن تلبس ثوبا مستعارا وتفتخر به.
جميل أن يظهر الإنسان بسعته فمن وسع عليه فلا بأس ومن ضيق عليه فلا يجعل نفسه نسخة مقلدة.
فقالت ولكن شراءها يكون لجمال منظرها.. مع أن غالب هذا ليس صحيحا فكثير من الماركات غير الشهيرة جميلة ومتقنة ولكنه الهوس في الظهور بمظهر الغنى والفخامة. دمتم بسعادة و كل عام وأنتم إلى الله أقرب.