نجاح موسم العمرة مؤشر قوي لنجاح موسم الحج القادم ">
مكة المكرمة - سلمان العُمري:
بفضل من الله سبحانه وتعالى، ثم بالدعم والتوجيه المستمر من لدن القيادة الرشيدة لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تحقق النجاح لموسم العمرة لهذا العام. حيث ان الجهود الكبيرة التي وفرتها الدولة من إمكانيات مادية وطاقات بشرية وتجهيزات فنية ومشروعات عملاقة في مكة المكرمة والمدينة المنورة ساعدت على تحقيق نتائج ملموسة، وما تحقق من خدمات مثلى وإنجازات كبرى وتسهيلات كثيرة وما بذل من جهود خلال شهر رمضان المبارك، كان له الأثر الكبير في أداء المعتمرين والزوار مناسكهم وعبادتهم بكل يسر وسهولة. ويؤكد المراقبون والمسؤولون الميدانيون أن ضبط وتنظيم أداء المعتمرين مؤشر قوي لنجاح موسم الحج القادم بعد تصور الحركة الانسيابية له.
وقد حققت الخطط الأمنية والمرورية نجاحاً كبيراً حيث لم تسجل أي من الحوادث التي من شأنها تعكير صفو الأجواء الروحانية في الحرمين الشريفين، وقد بذل رجال الأمن جهوداً عظيمة واضعين نصب أعينهم أن خدمة ضيوف الرحمن شرف لا يضاهيه شرف «وهو واجب ديني ووطني وإنساني».
وأشارت وزارة الحج أن العناية والرعاية التي يحظى بها المعتمر والزائر منذ وصوله إلى الديار المقدسة وحتى مغادرته هي ثمرة عمل جاد مستمر طوال العام، يستهدف تحقيق أفضل وأرقى الخدمات ووفق أعلى المعايير، وهي ترجمة للتوجيهات السامية وجعلها واقعاً ملموساً يستشعره الجميع.
ففي المسجد الحرام أدت جموع المصلين صلواتهم في أجواء إيمانية مليئة بالخشوع، والراحة والطمأنينة من خلال تنظيم وتهيئة الطاقات والإمكانات البشرية والمادية التي يحتاجها قاصدو المسجد الحرام.
واستفادت الجموع من المراحل الثلاث لمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله -، حيث رفعت الطاقة الاستيعابية للمطاف، ومشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - لتوسعة الساحات الشمالية في زيادة استيعاب الأعداد المتوافدة بكثافة من المصلين.
وجندت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أكثر من (600) موظف من المؤهلين علمياً وعملياً من خلال وحدة الأمن والسلامة بالمسجد الحرام التي تسهم مع غيرها من الجهات العاملة في خدمة قاصدي المسجد الحرام في المشاركة في تنظيم الممرات، ومع الإدارات المختصة بتنظيم سفر موائد الإفطار بساحات المسجد الحرام، والمشاركة في لجنة حجز الأماكن، والتأكد من توفر وسائل السلامة وإبلاغ جهات الاختصاص عن أي ملاحظة لمعالجتها فوراً.
وقد شهد المسجد الحرام والمسجد النبوي توزيع أكثر من أربعة ملايين وجبة إفطار بمساهمة 24 جهة خيرية معتمدة داخل المسجد الحرام و38 جهة في الساحات.
وهيأت الرئاسة أكثر من عشرة آلاف عربة مجانية تم توزيعها من خلال نقاط توزيع العربات المجانية، و(521) عربة بأجرة في الصفا و(200) عربة كهربائية يتحكّم فيها المعتمر بنفسه، كما بدأ موسم شهر رمضان بعربات كهربائية جديدة لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن. وتم التصريح لـ(2500) شخص للعمل داخل المسجد الحرام على مدار الساعة، وأشرف على خطة التنفيذ أكثر من (140) موظفاً من المؤهلين علمياً وعملياً وتم تدريبهم في عدد من البرامج التدريبية المتخصصة في فن التعامل مع قاصدي المسجد الحرام.
وحرصت الرئاسة على معالجة بعض الظواهر السلبية وبحث السبل الكفيلة للارتقاء بخدمة ضيوف الرحمن من خلال هيئة المستشارين التي تعمل على تقديم المشورة والرأي بناءً على منطلقات علمية ودراسة الموضوعات المتعلقة بالخدمات التوجيهية والإرشادية والتنظيمية والفنية المقدمة لزوار ورواد الحرمين الشريفين وعقدت قرابة (61) اجتماعاً.
وكثفت إدارة التشغيل والصيانة من جهدها بالمتابعة المستمرة والحرص على الصيانة الوقائية والدورية للمسجد الحرام والمرافق الخارجية والإشراف على أعمال المقاول في النواحي الكهربائية والميكانيكية والإلكترونية ووضع المعالجات الفنية من خلال فرق عمل فنية تعمل على مدار الساعة وتتضاعف وقت الذروة.
واستمرت الجهود والمنجزات التي لا تحصى وعلى سبيل المثال نظمت عملية الاعتكاف بالمسجد الحرام والمسجد النبوي من خلال وضع برنامج للاعتكاف على موقع الرئاسة بدءاً من عشرين رمضان حتى نهاية صلاة العشاء من ليلة العيد للرجال والنساء.
أما في المسجد النبوي فقد تم تنفيذ نظام ترطيب وتلطيف الهواء للتيسير على زوار المسجد النبوي من حين دخولهم لساحات المسجد النبوي وعند أدائهم الصلاة مع الإمام بالساحات وأثناء حركتهم قبل الصلاة وبعدها.
كما تعد المظلات الخارجية لساحات المسجد النبوي الشريف التي تم تنفيذها وفق أنظمة ومواصفات عالمية وتتكون من 250 مظلة، وتغطي المظلة الواحدة 576 متراً مربعاً وذلك للاستفادة منها لأداء الصلوات في أوقات المواسم والجمع والأعياد، وفي وقاية المصلين والزوار من وهج الشمس وعند نزول الأمطار.
وفي هذا الشهر الفضيل تم تأمين حافظات مياه زمزم المطورة والمتميزة بمواصفات من أبرزها سهولة النقل والتوزيع والتخزين والموثوقية العالية في المحافظة على درجة حرارة المياه فضلاً عن كونها مصنوعة من مواد مقاومة للنمو البكتيري.
والمتتبع لكافة الأعمال والجهود التي بذلت من كافة قطاعات الدولة أمنية وصحية وبلدية وغيرها يحتاج إلى صفحات تكتب بماء الذهب نظير المنجزات التي تحققت - ولله الحمد - مما أثلجت صدور المؤمنين ولهجوا بالدعاء والثناء لحكومة خادم الحرمين الشريفين على ما قدّم وبذل وهيّأ من إمكانات عظيمة تفوق الوصف والرصد.