جيزان - واس:
ظهرت فكرة السمك المالح منذ سنواتٍ قديمة في منطقة جازان، حينما لم تكن تتوافر آنذاك أجهزة التبريد؛ فكان صيادو السمك وقتها يقومون بجمع أنواع مختلفة من السمك في الجزر القريبة من سواحل جازان؛ ليتم وضعه على أنواع من الخسف، وإضافة الملح عليه بكميات كبيرة، وتغطيته بأنواع من الخسف، ويترك ليجفف تماماً؛ ما يجعله مهيأً للبقاء فترات طويلة. ويضفي ذلك نوعاً من النكهة على السمك، فيما أصبح ذلك تقليداً توارثته الأجيال. واستمرت تلك الطريقة متداولة بين صيادي السمك حتى أصبح السمك المالح جزءاً من أكلة تقليدية، تُقدم إلى جانب الوجبات الرئيسية كالمرسة والحسية، وبخاصة في وجبة الإفطار يوم العيد نفسه مع الأهل والأصدقاء من سكان الحي الواحد.ووفقاً لكبار السن وقدامى صيادي السمك، فإن كثيراً من أنواع السمك يمكن أن تُصبح من السمك المالح، لكن الأجود هو السمك «الديراك والعربي»؛ إذ يمتاز كل منهما بذائقة تجعلهما الأجود مذاقاً، والأكثر طلباً من قبل المتسوقين. فيما تختلف أحجام السمك المالح بين الصغيرة والمتوسطة، وكذلك السمكة الكبيرة التي يطلق عليها محلياً «الجزايري»، والتي يزيد طولها على الذراع، وتُعد الأشهر بين أنواع السمك المالح، فيما تتفاوت أسعار كل منها بحسب الجودة والحجم.