أطلقت سكاي نيوز عربية مؤخراً برنامجاً حوارياً باسم «نيران صديقة» يتسم باهتمامه برقي وأسلوب الحوار أثناء تقديم الرأي والرأي المضاد له، وهدفه المتمثل في الوصول إلى صيغة تفاهم بين المتحاورين بدلاً من جعل الحوار جدلاً عقيماً أو نوعاً من أنواع «المكاسرة»، حيث تتعالى الأصوات لدرجة لا يفقه فيها المشاهد ما يقال ولا يخرج من مشاهدته بأي معلومة قيمة أو إثراء لوجهة نظره.
وما يميز هذا البرنامج الرائد هو غياب مذيع يدير الحوار بين المتحاورين، حيث يتحاور الضيفان الدائمان مأمون فندي وعبدالعزيز الخميس في مواضيع سياسية بارزة تهم المشاهد العربي، كما يستضيف كل منهما محاوراً إضافياً لدعم وجهة نظره أثناء الحوار.
وقد استقطب البرنامج أقلام بعض كتَّاب الرأي مثل الكاتب الكويتي محمد النغيمش، الذي وصف برنامج نيران صديقة في مقاله «برنامج حواري بلا مذيع» في صحيفة الشرق الأوسط بالفكرة الرائعة التي تعكس الحوار الطبيعي في حياتنا والذي لا يتحكم فيه مذيع، وأشاد بالبرنامج ووصفه بالنقلة الجديدة التي تستحق المتابعة والتأمل، قائلاً إنه لا يمكن أن ينهض برنامج تلفزيون بحوار مشاركين لا يلتزمون أصلاً بأدب الحوار.
أما الكاتبة مارلين سلوم، فاعتبرت البرنامج خارجاً عن المألوف، حيث قالت في مقالة نشرتها جريدة الخليج أن قلة من القنوات تختار فعلاً أن تقدم الأفضل لجمهورها برغم كثرة القنوات العربية وتنافسها لكسب أكبر قدر من الجماهير.
وضمن مقال بعنوان «نيران صديقة وآفاق رحبة» نشره موقع «أوز نيوز» الإلكتروني، تم وصف البرنامج كتجربة جديدة في البرامج الحوارية العربية سد ثغرة كبيرة لم تستطع برامج «التوك شو» الكثيرة والمنتشرة أن تسدها، وذلك بفضل تقديمه للحوار بطريقة رصينة تدعمها المعلومات والرأي البناء دون التلاعب بالعواطف أو تهييج المشاعر، وكل ذلك رغم غياب مذيع يدير الحوار.