السبسي يحذر التنظيم من أي اعتداء على التراب التونسي ">
تونس - فرح التومي:
أعلن رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي في حوار تلفزيوني ليلة الأربعاء، أنّه في حال ما تمّ الاعتداء على حرمة التراب التونسي من قبل قوات فجر ليبيا فإنّ تونس لن تتوانى عن القيام بعمل عسكري إذا تطلّب الأمر ذلك. وقال السبسي إنّ الجدار الواقي على الحدود بين تونس وليبيا هو عبارة عن خندق على التراب التونسي على بعد 8 كلم من الخط الفاصل مع الطرف الليبي.
وشدّد على أنّ مثل هذا الساتر الحدودي لا يمثّل إزعاجاً بالنسبة لمن يتنقل عبر المعابر القانونية في حين يقلق المهربين والإرهابيين الذين يتسربون عبر الحدود مثلما حصل مع منفذي هجوم باردو وعملية سوسة. وأقر بأنّ تونس تخشى من الوضع الليبي حيث تنتصب التنظيمات المسلحة في بعض المناطق الليبية بما فيها القريبة من الحدود التونسية.
وأبرز أنّ لتونس علاقات مع حكومة طرابلس لأنّها جارة وهناك بعض المشكلات، مشيراً إلى أنّه كرئيس للجمهورية استقبل جميع الأطراف لأنّه ليس رئيس حزب، ولأنّ جميع الفرقاء الليبين ما زالوا لم ينضجوا بعد للاعتراف ببعضهم بعضاً. وأوضح رئيس الدولة بأن تونس دولة لا تتعامل مع مليشيات وفي ليبيا ليس هناك دولة، ومصالح تونس تقتضي ألا يجلب لها الشرّ من ليبيا التي هي جارة وللدولة التونسية مصالح معها.
واعتبر السبسي أنّ قوات فجر ليبيا تمثّل سلطة واقعية في طرابلس لذلك تمّ التعامل معها، مقرّاً ضمنياً بأنّه حصل ابتزاز لوزارة الخاراجية في قضية وليد القليب عبر اختطاف الدبلوماسيين من القنصلية العامة.
واعترف رئيس الجمهورية أنّ الخطر قادم لاسيما من الحدود مع ليبيا بحيث تتسرّب منها الأسلحة و الإرهابيون، مفيداً بأنّ هناك عدداً لا بأس به من الإرهابيين التونسيين الذين يتدربون في ليبيا.
وقد علّق السبسي على هذا الموقف بأنّه مبني على عدم فهم موضوع الساتر الترابي الذي شرعت الدولة في تشييده على الحدود مع ليبيا.
وكانت الداخلية التونسية قد أكدت في بيان لها الأسبوع الماضي أنّ 12 عائلة، في رمادة بأقصى الجنوب التونسي تقدمت ببلاغات اختفاء بشأن أبنائها، ومع انطلاق الأبحاث تبيّن أنّ المجموعة المختفية يبلغ عددها 33 فرداً، تتراوح أعمارهم ما بين 16 و35 عاماً، بينهم امرأة، وأغلبهم من العناصر المتطرفة التحقوا بأحد التنظيمات الإرهابية بليبيا.
وكان الناشط الحقوقي والمختص في الشأن الليبي مصطفى عبد الكبير رجح أن تكون المجموعة المختفية منذ نحو أسبوع تقريباً قد التحقت بتنظيمات إرهابية في ليبيا، مضيفاً أنّه من الوارد أن تلجأ هذه المجموعة إلى تنفيذ اعتداءات إرهابية في تونس في قادم الأيام.