مرقد مشغول ">
تأمل الرجل المجهد المكان جيداً بحث عن مكان مرقده عله يأوي إليه بعد عناء يوم كامل من العناء والنصب العارم. تفاجأ بوجود كلب يسبقه إلى مكان إقامته..
ما العمل؟ هل ينهر الكلب ويبعده عن مكانه؟ فبعد هجس مرير همس بعجز: ربما لوث هذا الحيوان المكان!! فمتى كنت يا تعس تفكر أن هناك فرقا بينك وبين كل ضال في هذا الطريق.. منذ أن قذفك المجتمع كخلق بالٍ هنا؟!
نهرته ذاته: ابحث لك عن مكان آخر واخمد فيه قبل أن تلفت الانتباه.. فلم يجد بداً من الامتثال لواقع الحالة التي يعيشها الآن. كما أنها ليست الحالة الأولى التي يمر فيها.. حتى أنه ساوى قامته بأقل شيء هنا في هذا الشارع الذي بات يفقد عابريه.
القضية أنه لم يكن هو ابن أصيل لهذا الشارع وإنما حياته المعطلة ونزواته وتمرده هو من جعله يصبح من عائلة هذا الاخبية العفنة، و»عيال الشوارع» بات شعارهم الرسمي، وفريقهم الوحيد، فهو الآن مثل جديد للمشردين الجدد. فحينما يسأل أحد ما عن من أوصله لهذه المرحلة؟! فلن تجد إجابات مقنعة سوى أنه تمرد وعشق النزوات، وبات أصلا وفصلا في هذا الضياع وحياة التشرد والتيه.
نظر إلى الكلب الذي سبقه إلى هذا المهجع الوثير من خشب وكرتون وعلى غير العادة ظل الكلب يغط في نوع عميق لم يأبه به وكأنه وثق أن ثقافة الشارع تحتم على الرجل المتسكع هنا مواءمة الحياة على نحو منطقي.
- سعود الزويد