منيرة محمد الخميري ">
سوء الظن يصنع من القصص والخيال ما يسرقنا إلى عالم جداً مزعج يخنق لحظاتنا الجميلة مع أنه لدينا فرص كثيرة لبناء علاقات جيده للاستمتاع بأوقات ممتعة نفسدها بسذاجة بالسماح بشيء من سوء الظن للتسلل إلى علاقاتنا الاجتماعية.
من أكثر ما ابتلي به الناس على مر العصور هو سوء الظن بعضهم ببعض، حتى إن أجمل العلاقات تختنق وجذورها تقطع وأوراقها تذبل فتتهالك وتفنى.
سوء الظن يكون بالسماح لأنفسنا بتوقعات وربما تخيلات لا صحة لها من الأقوال والأحداث والأفعال الصادرة من الآخرين، مما يترتب على ذلك آثار نفسية ومشاكل اجتماعية يكون لها أثر في قطع الصلة بين اثنين أو أكثر.
وفي وقتنا الحالي أصبح كل ما هنالك موقع شكوك وسوء ظن.. للأسف أصبحت مساحة السواد لدى البعض أكبر بكثير من مساحة البياض!
سوء الظن من الصفات الرذيلة والأمراض الأخلاقية المدمرة للعلاقات الإنسانية، فمن تمكن منه سوء الظن لا يرى الناس على حقيقتهم ولا يمكنه إدراك الواقع فتصبح سلوكياته صعبة مع من حوله، وقد حذّر الدين الإسلامي من هذا الخُلق الذميم، إذ يقول تعالى في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}.
ويلجأ الإنسان الضعيف عادةً للظن بالآخرين، فإن كان لئيماً ظن أن الجميع يحملون اللؤم، وإن كان خبيثاً كاذباً فإن كل من حوله مثله، وهنا ينطبق المثل: (كل يرى الناس بعين طبعه).
وقد يصل الأمر إلى أن خبيثي الأنفس لا يروق لهم رؤية الإنسان السعيد الناجح المتصالح مع ذاته، فيرصدون زلاته وغفواته ويعملون على إفساد صورته في عقول الناس.
وبعيداً عن تلك الشخصية المزدحمة في الظنون حاول دائماً أن تجد «لعل له عذراً» مساحة بين علاقاتكم لتكون لحظاتكم أجمل، فمن جميل الأخلاق التماس العذر لأخيك.
وكما قال الشاعر:
تأنَّ ولا تعجل بلومك صاحبا
لعل له عُذراً وأنت تلوم ُ