الجزائر - محمود أبوبكر:
نشبت نذر خلافات جديدة داخل حزب حركة «مجتمع السلم»، (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بالجزائر)، وذلك على خلفية الجدل المتصل باللقاء المفاجئ بين رئيس الحزب (المعارض) عبد الرزاق مقري، ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى. مما تسبب في حالة إرباك على مستوى قواعد الحزب بعد أربعة أعوام من الانخراط في معسكر المعارضة.
وقد تزايدت الخلافات على مستوى القيادة العليا للحزب، بعد إطلاق الرئيس السابق للحزب أبو جرة سلطاني لتصريحات قال فيها إن الحركة بصدد العودة إلى أوضاع ما قبل 2011، ويقصد وضعها السياسي السابق كشريك في الحكومة والتحالف الرئاسي الداعم للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.
ما دفع بالرئيس الحالي للحزب عبدالرزاق مقري للدعوة إلى اجتماع طارئ لاستعراض الحراك الإعلامي المتزايد بشأن لقائه مع الرئاسة، ولوضع حد لتداعيات تصريحات سلفه سلطاني.
وقد أصدرت الحركة بياناً عقب اجتماع المجلس الشوري، دعت فيه سلطاني إلى الانضباط واستعمال حقه في التعبير عن آرائه داخل المؤسسات، ودعته إلى الابتعاد عمّا من شأنه أن يتسبب في تغليط الرأي العام وإضفاء الضبابية على توجهات الحركة ومواقفها، بعيداً كل البعد عن الواقع الموجود داخل الحركة ومؤسساتها».
وكانت حركة «مجتمع السلم» قد انسحبت من المشاركة في الحكومة في مايو 2012، بعد عقد ونيف من عقدها التحالف مع حزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، فيما عرف بالتحالف الرئاسي الداعم لبرنامج الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.
وجدد بيان الحزب تمسكه «بالعمل المشترك مع المعارضة» فيما يعرف «تنسيقية الانتقال الديمقراطي» على أرضية وثيقة «مؤتمر مزافران» التي تم التوقيع عليها في يونيو 2014، وأكد البيان أن الحركة لا تزال تعد وثيقة موفران بأنها تاريخية وهي الأصلح لتحقيق التوافق وحفظ الجزائر من الانهيارات المحتملة التي أضحى أقطاب السلطة ذاتهم يقرّون بها».-على حد وصف البيان-
ولفتت الحركة إلى أن «الهدف من لقاء رئيسها بمدير ديوان الرئاسة هو إخبار السلطات الرسمية مباشرة ومن دون وسائط بآراء الحركة وأفكارها ومقارباتها في مختلف القضايا الوطنية والدولية، وقد تم ذلك شفوياً أثناء اللقاء وبواسطة وثيقة إلى رئيس الجمهورية سلمتها إلى مدير ديوانه، تجسيداً لمبدأ الحوار والسعي لتحقيق التوافق الذي تدعو له أرضية الانتقال الديمقراطي، ومن أجل إقامة الحجة وإبراء الذمة».
ويعد الخلاف الحالي هو الأكبر على مستوى الحزب الإخواني في الجزائر.