بقلوب ملؤها الأسى والحزن ودعت المملكة في هذا الشهر الفضيل أحد رجالاتها المشهورين في عالم السياسة والقيادة إنه فقيد الوطن والأمة الإسلامية والعربية والإقليمية وزير الخارجية السعودي صاحب السمو الأمير سعود بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد بذل وعطاء وإخلاص في خدمة الوطن في مجال السياسة قولا وعملا على مدار أربعة عقود كانت حافلة/ بالإنجازات، والذي يحق أن يطلق عليه عميد الدبلوماسية العالمية من خلال ما نشاهده يوميا من خلال أجهزة الإعلام بكافة وسائلها الورقية والمرئية والإلكترونية والتي لازالت ولا تزال تتحدث عنه وعن ما حققه من خدمات لوطنه ودينه ومليكه وعلى مستوى الأمة العربية والإسلامية والقارية والتي حقق فيها نجاحات مميزة يسطرها التاريخ ويشهد له الكثير منذ توليه هذا المنصب الهام في جهاز الدولة والذي لقي الثناء من كافة قادة العالم من ملوك ورؤساء ووزراء ومسئولين خلال فترة عمله وهو يتنقل بين الدول ليمثل الوطن في قضايا متعددة تهم الشأن السياسي بحل كافة القضايا ولا غرابة في ذلك حيث انه يعتبر مدرسة من نسل والده الملك فيصل يرحمه الله الذي انتهج المجال السياسي في بداية الحكم السعودي تواصلا مع والده يرحمه الله موحد هذا الوطن، ثم واصل يرحمه الله جولاته السياسية مع كافة قادة هذا الوطن حتى عهد الملك عبد الله يرحمه الله إلى أن تقاعد في السنة الأخيرة، ورغم مرضه إلا أنه من حبه وخبرته لهذه المهنة كان له دور في كافة المجالات السياسية التي تهم هذا الوطن ووحدته وقيادته ومكانة المملكة وسمعتها بين دول العالم وماتقوم به من جهود نحو السلام والأمن والاستقرار في الدول الإسلامية خاصة.
أعود وأقول: لقد عم الحزن الجميع لفقده يرحمه الله وكان وداعه مؤثرا وهذه حال الدنيا لاتدوم لأي إنسان قال تعالى {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.
في الختام أرفع خالص التعازي والمواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وإلى ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز حفظهم الله وإلى كافة الأسرة المالكة والشعب السعودي بوفاة فقيد الوطن وقائد وعميد الإنسانية الأمير سعود الفيصل أن يرحمه الله بواسع رحمته وأن يسكنه الله فسيح جناته وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان، وأن يجزيه الله الأجر والمثوبة جزاء ما قام به من أعمال الخير ووحدة الإنسانية لوطنه ولكافة الدول الإسلامية والعربية والصديقة من أجل حل كثير من القضايا الإسلامية طوال هذه العقود.. نسأل الله العلي القدير أن يجعل ذلك في موازين حسناته {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
- عبد الملك منصور الحمود