الجزيرة ـ عبدالله الفهيد
يعيد مسرح ضخم يقام في ساحة قصر المصمك التاريخي ضمن فعاليات احتفالات عيد الفطر المبارك ذكرى توحيد البلاد، حيث ستعرض المواد المرئية الخاصة بهذه المناسية من خلال شاشة ضخمة مرتبطة بمسرح تقام عليه العرضة السعودية وعدد من الفلكلورات الشعبية.
ويأتي قصر المصمك التاريخي الواقع في منطقة الحكم واحدًا من الخيارات المفضلة لسكان العاصمة وزوارها خلال أيام العيد.
فعلى مقربة من قصر الحكم الشهير في قلب العاصمة الرياض، يقع قصر المصمك التاريخي، أحد شواهد رحلة الكفاح والتوحيد للملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ورجاله. هنا يقف التاريخ شامخًا، راويًا قصص الآباء والأجداد في توحيد الجزيرة العربية المترامية الأطراف، التي شكلت وحدة نادرة ليس لها مثيل في مختلف أقطار العالم العربي، فقد وحدت الشتات، وجمعت الناس بعد فرقة، ورسخت الأمن، ونشرت السلام والمحبة، وأعلت صوت الحق (الله أكبر).
القصر - الحصن، يروي حدثًا مهمًا في أحد الأيام التاريخية هو يوم الخامس من شوال سنة 1319 هـ، عندما فتح الملك المؤسس الرياض، مسترجعًا ملك آبائه وأجداده.
هنا في بوابة القصر بقيت شواهد حية على المعركة التاريخية، فقد بقيت في البوابة رأس الحربة (الرمح)، مشكلة علامة لا تخطئها العين، وكأنها تقول للزائر (أهلاً بك في رحلة المجد).
القصر العتيد يعتقد أن بناءه تم عهد الإمام عبدالله بن فيصل بن تركى آل سعود عام 1282هـ - 1865 ضمن قصر كبير في عاصمة الدولة السعودية الرياض. ويرى مؤرخون أن الاسم نسبة إلى مواصفات بنائه السميكة والمرتفعة. استخدم القصر خلال فترة التوحيد مستودعًا للذخيرة والأسلحة، وبقي يستخدم لهذا الغرض إلى أن تقرر تحويله إلى معلم تراثي، يمثل مرحلة من مراحل تأسيس المملكة العربية السعودية. وفي عام 1400هـ، أعدت أمانة مدينة الرياض دراسة خاصة لترميم المصمك، ثم تبنت فيما بعد وزارة المعارف (ممثلة في الوكالة المساعدة للآثار والمتاحف) ـ آنذاك ـ بالتنسيق مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض برنامجًا لتحويل هذا المعلم إلى متحف، يعرض مراحل تأسيس المملكة على يد الملك عبد العزيز -رحمه الله-، حيث تم افتتاحه في أوائل عام 1416هـ، الموافق 1995م تحت رعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض آنذاك. وتقع بوابة القصر إلى الجهة الغربية، وهي مصنوعة من جذوع النخل والأثل، وتزين الباب ثلاث عوارض، وتتوسط الباب فتحة تسمى الخوخة، تستخدم بوابة صغيرة، وهي ضيقة لدرجة، أنها لا تسمح إلا بمرور شخص واحد منحنيًا، وقد شهد هذا الباب المعركة الضارية بين الملك عبد العزيز وخصومه، حيث يمكن مشاهدة الحربة التي انكسر رأسها في الباب.
إلى اليسار من المدخل يقع المسجد، الديوان الكبير في مواجهة المدخل، وبها وجار عملاق (مكان تحضير القهوة العربية)، بطابع تقليدي.
في الجهة الشمالية الشرقية من القصر تقع البئر التي تغذيه بالمياه، حيث تسحب المياه عن المحالة.