محمد المسفر ">
المجالس العائلية ومجالس الشبَّه هي مجالس تميزت بها القرية السعودية في السابق ثم تطورت فانتقلت إلى المدن ولكنها اقتصرت في الغالب على العائلية أو الأسرية والأقارب ثم تطورت فظهرت في الأحياء يرتادها الأقرباء والأصدقاء والجيران وكان لها دور في التواصل والألفة والمحبة وكانت أشبه بالصالون الثقافي والاجتماعي لما فيها من تبادل الأحاديث والأدب والشعر وساهمت مؤخراً في تكريس الوطنية في خضم ما يحيط بنا من قضايا وإرهاب وأحداث عالمية وإقليمية تؤثر على معتقدات وأفكار الشباب. ولأن رمضان الكريم يمتاز بانفتاح لكافة الأعمار من الجميع لارتياد هذه المجالس والتمتع بقضاء أوقات جميلة فيها في ليال أجواءها معتدلة ولعل مجلس ناصر بن هاجد السيحاني في محافظة شقراء ذلك المجلس الرمضاني الذي لا ينام إلا بعد السحور هو أكبر مجلس شاهدته لأنه تفتح أبوابه في منزله وفي فناء حديقة منزله بمساحة تزيد على ألفي متر بعد صلاة التراويح وبه مجلس عربي لكبار السن وكراسي مريحه للشباب ويرتاده كبار السن والشباب والصغار و يرتاده المثقفون والشعراء والأقارب والأصدقاء وهو وأبناؤه في استقبال الجميع فتجد الشاي والقهوة والمرطبات والتمور بأنواعها هذا الخليط المتنوع حوَّل هذا المجلس إلى صالون أدبي رمضاني فريد من نوعه ولإيجاد المتعة للجميع فقد وفر صاحب المجلس ملعباً للطائرة والتنس مما أضفى جواً مرحاً وممتعاً ولأول مرة أشاهد كبار السن يمارسون الرياضه وفي هذا المجلس يتبادل الحاضرون الأحاديث الودية والشعر والأدب والقصص المختلفه التي ترسخ للقيم والأخلاق وما لفت نظري أن هناك دروساً في الوطنية بهذا المجلس مماساعد على تفهم الشباب لخطورة الأفكار الهدامة وضرورة المحافظة على الوطن وصيانة مقدراته ومحاربة الفكر المتطرف وهذا لاشك يساهم في توعية الشباب لمثل هذه المخاطر وهي فائدة كبيرة من فوائد وإيجابيات مثل هذه المجالس التي نتمنى ازديادها وتواجدها في كل مدننا وقرانا فهي تزيد اللحمة وتكرس المبادئ الجميلة والقيمة لمجتمعنا. وهذا المجلس قد نال إعجاب ومباركة الأستاذ حمد القاضي عندما تحدثت معه في مكالمة هاتفية العام الماضي ومن شدة إعجابه بهذا المجلس وفوائده أهدى صاحب المجلس الأخ ناصر أحد إصداراته الأدبية. فشكراً من الأعماق لصاحب المجلس القائم منذ سنوات الأخ العزيز ناصر السيحاني ولابنيه هاجد ومنصور، والشكر موصول لرواده ونجومه من شعراء وأدباء وكل رمضن ونحن والوطن بخير.