عثمان بن حمد أبا الخيل ">
بغض النظر عن دقة الإحصائيات ومدى موافقتها مع إحصائيات الجهات المسئولة، وهل نسبة الدقة 95% أم أقل أو أعلى بقليل، علينا أنْ نوقف نسبة الزيادة السنوية. مطلقاً لا نريد أن تكون مملكتنا الحبيبة الأولى عالمياً أو حتى من العشر الأوائل، نريد أنْ تكون في ذيل القائمة العالمية. ثالوث مخيف ومرعب ومُكلف ألا وهو حوادث السيارات ومرض السكري والسمنة.
عشرون حالة وفاة يومياً و7153 سنوياً، و73% من مجمل الوفيات دون الأربعين سنة، وأكثر من 39 ألف مصاب يشغلون أكثر من 30% من أسرّة المستشفيات.. بالإضافة إلى الخسائر المادية التي تتجاوز 13 مليار ريال سنوياً، هذه الأرقام المخيفة تعنى أننا في المركز الأول عالمياً في عدد حوادث الطرق. أما عدد المصابين 68 ألف إنسان.
احتلت السعودية المرتبة الأولى على مستوى دول العالم في عدد المصابين بمرض السكر، بحسب مجلة «الأيكونومست» البريطانية، التي نشرت على موقعها الإلكتروني تقريراً عن انتشار المرض، موضحة أن «ربع السعوديين يعانون من مرض السكري». وهناك من يذكر أننا في المركز السابع من العشر الأوائل، وزارة الصحة السعودية كشفت عن نتائج دراسة مسحية أجرتها في مارس الماضي بالتعاون مع معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن الأميركية، عن أنّ معدل انتشار السكر بين مواطنيها يقدر بـ13.4%. الدراسة أوضحت أنّ عدد المصابين من الذكور يقدر بـ1.1 مليون شخص، منهم 546 ألفاً يتناولون علاجاً لداء السكر، و275 ألفاً لا يسيطرون على المرض. أما عدد الإناث المصابات بالمرض فقدّرته الدراسة بـ775 ألفاً، منهم 356 ألفاً يسيطرون على المرض من خلال العلاج، مقابل 196 ألفاً لا يسيطرون عليه. بلغت عدد الوفيات بسبب أمراض السمنة في السعودية نحو 20 ألف حالة سنوياً. بينما بلغ عدد الأطفال المصابين بالسمنة في المنطقة الشرقية فقط حوالي 7 آلاف طفل، وفقاً لما ذكرته دراسة للمكتب التنفيذي لمجلس وزارة الصحة الخليجي. وحسب هذا المعيار فإنّ الشخص يعتبر سميناً، إذا تجاوز المعيار درجة 25. وأظهرت الدراسة أن البدناء يكلفون المملكة أكثر من 500 مليون ريال سنوياً (133 مليون دولار) بسبب ترددهم على المستشفيات لعلاج أمراض سببها المباشر هو زيادة الوزن.
أين نحن متجهون بهذا الثالوث المخيف؟ هل حوادث المرور سببها السرعة الزائدة أم تجاوز إشارة المرور أو عدم ربط حزام الأمان أم تراه عدم التقيد بنظام المرور أو ربما الشاحنات، وعلى ما يبدو لي فإنّ الإحصائيات التي تشير إلى أنّ غالبية حوادث السير التي تشهدها الطرق في بلادنا، تعود إلى أخطاء بشرية من قِبل السائق أم الطرق. العادات السيئة في تناول الطعام وعدم ممارسة الرياضة عاملان رئيسان للإصابة بمرض السكري، الحمد لله بيوتنا زاخرة بكافة أنواع الأطعمة والأغذية ماذا نحتاج ، ببساطه إدارة تلك الأغذية. السمنة أجدادنا كانوا في العموم نحفاء أصحاء والسبب يعود للحركة والمشي وعدم وجود ملهيات التكنلوجيا الحديثة، أجدادنا رحمهم الله لم يعرفوا أن السبب الرئيسي للسمنة وزيادة الوزن هو اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية المستهلكة والسعرات الحرارية المختزنة، كل ما يعرفونه الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء.
وفي الختام الحملات التوعوية في المسجد والبيت والمدرسة وفي كافة التجمعات السكانية، هو السبيل للتخفيف من الثالوث المخيف المرعب، أتمني أن يكون اتجاه سهم هذا الثالوث للأسفل لا نريده في الارتفاع، نريد الارتفاع في سوق الأسهم أما في الصحة فالانخفاض هو أمل الجميع.