د. موريا: التطعيم للوقاية من سرطان عنق الرحم أسهم في تطويق المرض ومحاصرته ">
الجزيرة - سلطان المواش:
أكد الدكتور أنور موريا استشاري نساء وولادة تخصص دقيق في الأورام النسائية والمناظير الدقيقة بمستشفى د.سليمان فَقِيه بجدة بجدة أن سرطان عنق الرحم ظل يشكل هاجساً مخيفاً لكثير من النساء زمناً طويلاً، في ظل عدم وجود وقاية، وضعف في حرص النساء على الكشف الدوري، ولم يكن التطعيم للوقاية من هذا المرض موجوداً إلا في العصر الحديث، حيث تم اكتشاف فاعلية التطعيم للوقاية من ورم عنق الرحم، وتم تطبيقه في الدول المتقدمة ثم في المملكة العربية السعودية، بهدف حماية عنق الرحم من هذا الخطر والورم القاتل، الذي يعتبر من أكثر الأورام التي تتعرض لها النساء، ولكن أمكن تطويق المرض ومحاصرته بعد اكتشاف التطعيم.
وقال الدكتور موريا إن مرض سرطان الرحم ينتشر في كثير من الدول النامية، ويتم اكتشافه في الغالب عن طريق الصدفة، لعدم حرص النساء في تلك الدول على الكشف الدوري والمتابعة المبكرة، وكثيراً ما يكتشف المرض في حالات متأخرة مما يجعل مسألة العلاج تنطوي على شيء من الصعوبة، وهذا قد يضطر الطبيب إلى اللجوء للعلاج الجراحي، الذي قد يتطور إلى العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
وأضاف الدكتور موريا بأن سرطان الرحم يسبب أعراضاً كثيرة منها آلام شديدة في أسفل الحوض، قد تمتد إلى الجزء الأعلى من الجسم، كما يسبب انسداداً في مجرى البول، وإذا انتشر المرض وخرج عن السيطرة فهو يسبب الوفاة قطعاً، ويمكن اكتشاف ورم عنق الرحم بسهولة من خلال المتابعة اللصيقة للمريضة، وزيارة العيادات بشكل مستمر، ولكن عدم الانتظام في زيارة العيادة أو المباعدة الكبيرة بين الزيارات يقود إلى وصول المريضة إلى المستشفى في حالة متقدمة يصعب معها العلاج.
ووفقاً للدكتور موريا فإن معدل الإصابة بورم عنق الرحم يكون حالتين لكل 10,000 امرأة في الدول النامية، ومعدل وفيات المرض حوالي1 لكل 10,000 حالة ، وأن إجراء الفحص الدوري لسرطان عنق الرحم يقلل الإصابة بالورم بنسبة 75% ، كما أن الفيروس يصيب الأطفال في الصفر بنسبة 70% ويختفي منهم دون أن يترك أثراً، أما الكبار فيصيبهم بنسبة 10% في الدول النامية.
ويرى الدكتور موريا أن اكتشاف التطعيم للوقاية من ورم عنق الرحم شكل فتحاً طبياً مهماً، ومرحلة جديدة تم من خلالها الحد من المرض بشكل كبير، حيث تم تعميم التطعيم على كثير من الدول من أجل إخضاع الفتيات الصغيرات له، وهذا التطعيم متواجد في المملكة العربية السعودية، ليعطى للفتيات في سن ما قبل الزواج.
وتابع: يمكن أن يعطى هذا التطعيم للرجال للوقاية من التهابات الفيروس الذي يسبب سرطان عنق الرحم وهو فيروس « HPV» وهو اختصار لعبارة HUMAN PAPILLOMA VIRUSوهو فيروس توجد منه أنواع عديدة لكن أكثرها الذي يسبب سرطان عنق الرحم هو فيروس 16 و18 حيث تم التوصل للتطعيم للوقاية من هذا المرض، ويعطى التطعيم عادة على ثلاث جرعات وهو ثلاثة أنواع، نوع يحمي من الفيروس 16 و 18 ونوع يحمي من أربعة أنواع من الفيروس، ونوع آخر جديد ومستحدث حالياً يحمي من تسعة أنواع من الفيروس.