نَعَمْ سُعودٌ هُوَ المِقْدَامُ إِنْ عَزَما
وفي دُنى الحَقِّ لا يَخشى بِهِ أُمَما
خَاضَ المَعارِكَ بالإخَلاصِ مُقْتَحِماً
كُلَّ العَوائِقِ واسْتَعلى بها القِمَما
وَسَطّرَ المَجْدَ والآلاءَ في شَمَمٍ
مِنْ فَيصَلٍ وَرِثَ الأخْلاقَ وَالشيَما
قَدْ خَطَّ لِلناسِ نَهْجَاً في سياسَتِهِ
عِمادُهُ الصِّدقُ ما أخْفى لَهُ عَلَما
كَمْ مِنْ غَريمٍ تَرَدّى حِينَ وَاجَهَهُ
وكَمْ حَقُودٍ تَوَلّى عَنْهُ وانْهَزما
إذا الرِجالُ تَباروا في مَفَاخِرِهم
أتى سُعودً بِكُلِّ الفَخْرِ مُتَّسِما
سيَحْفَظُ الدَّهْرُ ما أعْطى لأمَّتِهِ
وَيَحْمَدُ الخَلْقُ ما أبْدى وما كَتَما
وللبِلادِ سيبْقى رَمْزَ دَوْلَتِها
وللسّياسَةِ قَاضيها الذي حَكَما
إن ماتَ فالموتُ حَقٌّ لا مَرَدَّ لَهُ
لَكِنَّ ذِكْراهُ تَبْقى بيننا هَرَما
ولَنْ تَغيبَ عَنِ الأحبابِ طَلْعَتُهُ
فَقَدْ تَمَلَّكَ مِنْهَا القَلْبَ واسْتَلَما
يَكْفيهِ أن كِرامَ النَّاسِ قَدْ فُجِعَوا
بِمَوْتِهِ وتَبَدّى حُزْنُهُمْ ألَما
عَلَيْهِ رَحْمَةُ رَبِّ العَرْشِ تُسْكِنُهُ
عَالِي الجِنَانِ بِمَا وَفّى وَمَا خَدَما
- شعر د. عبد العزيز بن عثمان التويجري