الخارجية السعودية وما تنتهجه من سياسات، اتصفت بالحنكة والاحترافية التامة، و نالت إعجاب وثناء الكثيرين من العاملين في المحافل الدولية، قامت على أكتاف رجال أفذاذ في مقدمتهم الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله والذي ورث هذه الحنكة والمهارة لنجلة المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل الذي فجع الوطن والشعب السعودي بوفاته.
عندما نتناول بالحديث عن سيرة الأمير الدبلوماسي فإن الحديث عنه لابد أن يقودنا إلى التطرق لوزارة الخارجية السعودية الذي كان رحمه الله المهندس الأول لهيكلتها الإدارية وفلسفتها الدبلوماسية ، فقد أفنى سموه سنين عمره في العمل المستمر على بنائها وتزويدها بالكوادر الدبلوماسية المحترفة حتى أضحت تنافس نظيراتها في الدول المتقدمة في المحافل الدولية وتضاهيها في المهنية والقدرة على التمثيل والتنفيذ في عالم يعج بالصراعات الدبلوماسية والسياسية التي تحتم على من يخوض مضمارها ان يتسلح بمهارات وقدرات شخصية كقدرات الأمير سعود غفر الله له.
لقد فقدت المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي والعربي بل والدبلوماسية الدولية فارس دبلوماسي منقطع النظير ، أمضى أربعين عاما من حياته في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية وكان مشهودا له رحمه الله بحبه الشديد لوطنه السعودية وذلك ما تجلى في مواقفه وسعيه الدائم والدئوب للحفاظ على المصلحة السعودية والذود عنها مسخراً لذلك كل جهوده وما حباه الله به من صفات شخصية أولها الحنكة والذكاء وسرعة البديهة ولعل في تصاريح النعي التي صدرت من قادة الدول والمقرونة بالإشادة والإعجاب خير دليل على ذلك فهذا الرئيس الأمريكي يقول في بيان له أن، «أجيالا من القادة الأميركيين والدبلوماسيين استفادت من رؤية الأمير سعود الثاقبة ومن شخصيته وهدوئه وموهبته الدبلوماسية».
رحم الله فارس الدبلوماسية السعودية الأمير سعود الفيصل وجزاه الله خير الجزاء عن وطنه وشعبه الذي أفنى سنين عمره في خدمته.
حمد بن إبراهيم المنيف - إعلامي وأكاديمي