سارة سلمان الصبحي ">
قال تعالى: «وقولوا للناس حسنا»، القول الحسن يعني الحسن في الهيئة وفي المعنى. ففي الهيئة أن يكون لطيفا لينا لا شدة ولا غلظة فيه، وفي المعنى أن يكون خيراً فالقول الحسن كله خير، والقول الخير كله حسن.
تمر علينا آيات وأحاديث كثيرة تأمرنا بالقول الحسن وبالكلمة الطيبة دون أي تأمل واعتبار منا لها، وفي مجتمعنا الحالي ووضعنا الآن تمر علينا تلك الرسائل التي تشير للقول الشديد الغليظ بأنه القوة والمثل الأعلى للحديث، موصفة القول الحسن بأنه ضعف وذلة! ثم نعيد نشرها دون أي تفكير بما سيحصل لاحقاً، فنتعجب بعد ذلك من كثرة سليطي اللسان غليظي القول أولئك الذين تبرأ اللطف من حديثهم. ولو توقفنا قليلاً وأوقفنا تلك الرسائل والأحاديث المزعجة وأبدلناها بآية من القرآن أو حديث من السنة تشير لعظم فضل القول الحسن لما وجدنا ما نعاني منه الآن، ولو بدأنا نحن بتلطيف حديثنا وأخرجنا منه الغلظة والشدة والنهر والزجر لوجدنا الراحة النفسية والسعادة العظيمة، ولو تأملنا أجر الكلمة الطيبة لما فوتنا يوماً دون أن نقول شيئاً لطيفاً لمن حولنا.
ماذا لو كنت متفائلاً وحسن اللسان لطيف القول ونشرت تلك الصفة الحسنة وبدأت بنفسك ستُسعد، ولو حزنت يوماً لسوء ما قُوبلت به طمئن قلبك بأن الله لا يضيع أجر المحسنين، ابدأ من يومك هذا وقرر بينك وبين نفسك أن تكون شخصاً ليّن القول حسن الكلام وتذكر قول المتنبي: وكل امرئ يولي الجميل محبب.. وكل مكان ينبت للعز طيب.