علي بن سعد المالكي ">
اللهم لك الحمد ولك الشكر أن بلغتنا شهر رمضان بأن أدركناه ونحن بصحة وعافية شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار فيجب على كل مسلم وفق لصيامه أن يجتهد في العبادة وفي تلاوة القرآن والإكثار من أعمال الخير في هذا الشهر الفضيل والانصراف عن أمور الدنيا ومغرياتها التي تشغل وقته بلا فائدة فالملاحظ والمستغرب من أغلب الناس أن اهتمامه وانشغاله يكون منصبا بشكل كبير على وسائل التقنية من (وسائل التواصل الاجتماعي) بكل ما فيها من متعة ولهو ومضيعة للوقت خاصة الوتس اب والتويتر حتى سيطرت على جزء كبير ومهم جداً من أوقاتهم التي يجب أن يحرصوا على استغلالها بالنفع والخير العظيم فاغفلوا الكثير من أمور دينهم وحياتهم اليومية بالتقصير مع الله والتفريط إلا من رحم الله منهم وكان محظوظا وموفقا لأعمال الخير والطاعة بهذا الشهر المبارك.
بالأمس القريب كان معنا الكثير من الأقارب والأصدقاء الذين أحببناهم في الله فرحلوا عنا قبل دخول هذا الشهر بأيام قليلة ولم يصوموا معنا رمضان لهذا العام فكان لرحيلهم أبلغ الأثر بحياتنا -رحمهم الله وأنزلهم منازل الشهداء والصديقين من الجنة- فنحن أيضاً لا نعلم هل ندرك رمضان القادم ونصومه مع من نحب أم لا فلماذا لا نستغل جُل أوقاتنا ونستغنم روحانية هذا الشهر العظيم بالتقرب إلى الله بالطاعات أكثر فنحن أحوج ما نكون إليه سبحانه وتعالى فنعمل باقتداء سنة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وسنة السلف الصالح من بعده بالاجتهاد.
نعم لا ننكر وجود منافع كبيرة لهذه التقنية الحديثة في مجال الدعوة إلى الله والتذكير بما هو مفيد وصالح في شتى المجالات من حياتنا ولكن الأفضل هو التفرغ للعبادة خاصة في هذا الشهر بقدر الإمكان وعدم الاهتمام كثيراً بما يشغلنا من هذه الأجهزة لأنها تشتت الفكر وتصرف تركيز المسلم عن استغلال أوقاته بما يعود عليه بالنفع والفائدة فيصبح حريصا ومتابعا لكل ما يكتب ويرسل من مقاطع وهاشتاقات وما إلى ذلك فالإنسان جُبل على حب الاطلاع دائماً فتراه ما بين الحين والآخر يقلب في جهازه حتى أحياناً نشاهد ذلك بالمسجد أو قبل الدخول إليه ليطلع على أحدث ما أُرسل فالجديد حدث ولا حرج لا يتوقف على مدار الساعة ورمضان في فترة إجازة والنفس تضعف عن المقاومة أحياناً. فالتلفاز والمسلسلات من جهة والوسائل الأخرى من جهة فالشهر الفضيل بدت أيامه تتسارع على الرحيل فتلك العشر الأولى انقضت نسأل الله فيها القبول للجميع، وندعوه جل في علاه أن يكتب لنا ولكم الخير وأن يتقبل منا صالح الأعمال وأن يجعلنا ممن يصوم رمضان إيماناً واحتساباً وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
a.s.almalki100@gmail.com