عقيد (م )/ محمد بن فراج الشهري ">
من صنع داعش وتوابعها هم بعض الذين يتسنمون المنابر بحق أو بغير حق ثم يمطرون الخلق بأفكار متشددة للغاية حتى كأن الناس جميعا خرجوا من الملة، وهذا ما جعل كثيرا من شبابنا ينجرف إلى طرق خارجة عن ما يقره العقل والشرع وتتبرأ منه الأديان والأجناس مثل تفجير المساجد وقتل المصلين وارتداء الأحزمة الناسفة بين الآمنين والإفتاء بغير علم ومحاولة تمرير ما يرونه بالقوة.. نرى تصرف بعض من يدعون العلم الشرعي فيه خروج عن النهج الإسلامي الصحيح، فكيف بمن تسنم المنبر مثل سعيد بن فروه القحطاني الذي أمطر القصبي بجميع الشتائم المؤسفة مثل «زنديق، كافر، ديوث» إلى غير ذلك مما يعف اللسان عن ذكره فهل هذا من الدين؟ أن ينعت إنسانا يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله بالكفر والزندقة وكل الشتائم والقذف والتي تحتاج كل واحدة منها إلى عقاب مستقل، فمن أجاز لهذا الخطيب ذلك ؟.
إن الكفر والتكفير لهما معان مختلفة، لا يجوز أن يحمل بعضها على بعض إلا بتفصيل وبيان، وقرائن وضوابط، وأنه لابد أن يعلم أن ألفاظ الكفر والتكفير في الكتاب والسنة قد تعني الكفر الاعتقادي المخرج من الملة، وقد تعني الكفر العملي الذي لا يخرج من الملة، ولا يدرك ذلك إلا الراسخون في العلم، وعدم التفريق بينهما كان السبب في انتشار القتل بين المسلمين في كثير من البلدان، ولا يمكن لأي إمام أو خطيب أو واعظ أن يطلق مثل تلك الأوصاف التي أطلقها سعيد بن فروه على مسلم يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله كون تكفير المعين يخضع عند العلماء لشروط لا بد من اجتماعها وموانع لا بد من انتفائها حتى نحكم على المعين المقارف للكفر قولا وعملا أو اعتقادا بأنه خارج عن ملة الإسلام..
وما نشاهده من تشدد هو ارتكاب لأخطاء شرعية واضحة ليست من الإسلام في شيء وكان الأجدر في ابن فروه التروي والنصح والإرشاد بحكمه وبوعظ مهذب لا يخرج عن الطريق الصحيح للوعظ والإرشاد بدلا من إلقاء الشتائم جزاف دون رادع أو وازع من ضمير.