د. علي بن سليمان العبيد ">
القرآن الكريم المعجزة الخالدة والنور المبين: (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم حميد) هو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم. لا تنقضي عجائبه، من حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.
القران الكريم منهج حياة ونظام حكم ومصدر استلهام.
اختار الله هذه الأرض لتحمل رسالة الإسلام إلى البشرية جمعاء فكان نزول القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وتكفل بحفظه - سبحانه وتعالى - فوفق من عباده عباداً يحفظونه في الصدور والسطور, مصداقاً لقوله سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر
ومنذ أن أسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود (يرحمه الله) هذه الدولة المباركة - المملكة العربية السعودية - كان همه الله في درسه للقران الكريم تلاوةً وتدبراً و حفظاً، فصاحبه في حله وإقامته في منشطه ومكرهه في حربه وسلمه، ومع عظم المشاغل يبقى كتاب الله له أعظم شاغل.
وعلى هذا النهج المبارك ومن هذه المدرسة ألقرآنية تخرَّج ملوك وأمراء تنافسوا في حفظ كتاب ربهم ليظهر ذلك عليهم عملاً وسلوكا، نوراً وهدى، حكماً وتحاكما.
وتعددت سبل العناية بالقرآن الكريم تعليماً وطباعةً ونشرا، وكان من ذلك أن ازدانت مملكتنا الحبيبة بإنشاء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القران الكريم بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. ومن أوجه هذه العناية المباركة إقامة ورعاية المسابقات المحلية والدولية لحفظ القران الكريم وتجويده وتفسيره (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) وعلى قمة المسابقات المحلية تتربع مسابقة جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدا لعزيز أل سعود لحفظ القران الكريم وتجويده وتفسيره، والتي انطلقت أعمالها في شهر شوال من العام 1418هـ في الرياض وبإشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد من خلال أمانة عامة وبجوائز تربو على المليون والنصف مليون ريال سنوياً يدفعها راعي الجائزة - أيده الله - من حسابه الخاص.
مسابقة جليلة يقول عنها راعيها خادم الحرمين - يحفظه الله -: ( إنه ليسعدني ما أسمعه وأراه من الإقبال لدى هؤلاء الناشئة على كتاب الله الكريم، وآمل من ذلك الإسهام في بناء الرجل المؤمن، والمرأة المؤمنة اللذين سيكون لهما - والمرأة بصفة خاصة - إقامة أسرة قرآنية، والفتاة التي تحفظ القرآن اليوم سوف تكون بإذن الله خير أم، وخير مدرسة لبيتها وأسرتها ومجتمعها، وإنه يسعدني وضع هذه الجوائز والمسابقات لحفظة كتاب الله الكريم، وشرف لي أتقرب به إلى الله عز وجل طمعاً في ثوابه، وإسهاماً في المجتمع المؤمن الصالح، لا نفاقاً ولا رياء، وأسأل الله عز وجل أن يجعل عملي وإياكم لوجهه تعالى). إنها لمعانٍ عظيمة وكلمات من القلب كريمة، صدرت من رجلٍ تربى على حب القرآن العظيم والتمسك به، مستعيدين معه ذكرى صباح يوم الأحد الثاني عشر من شهر شعبان لعام 1364 هـ والذي احتفلت فيه مدرسة الأمراء بختمه - أيده الله - لقراءة القرآن الكريم، وحضر الحفل ولي العهد آنذاك الأمير سعود، إذ تلا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في ذلكم الحفل آخر حزب بقي عليه من القرآن الكريم. ويستمر حرص خادم الحرمين الشريفين وتتعدد جوانب عنايته وتُكمِل مسابقته - يحفظه الله - مسيرة عطاء هذه الأرض وقادتها وتشرفهم بخدمة كتاب الأمة وأساس حكمها وسر نهضتها - القرآن العظيم - فكانت هذه المسابقة ولا زالت شعلةً أذكت في نفوس ناشئتنا شباب وشابات المملكة العربية السعودية روح التنافس على هذا المعين الطيب حفظاً لآياته وتخلقاً بآدابه وتدبراً لمعانيه ومسارعةً للعمل بأحكامه. وهاهي المسابقة تزهو في عامها السابع عشر من مسيرتها المباركة مسابقةً للزمنِ في تطورها وتميز أعمالها وتنوع البرامج والفعاليات المصاحبة لإقامتها في ظل رعاية كريمة من مؤسسها ومتابع مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -.
وإننا اليوم ونحن نشرف باستقبال خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في دار الهجرة والنصرة المدينة المنورة بلاد حوت خير البقاع بأسرها فكان شرف المسجد النبوي وشرف الموئل والمثوى للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وما حوته من عظيم المآثر وجميل السجايا إنها المحبوبة وفد إليها حبيب طالما اشتاقت للقياه فأهلاً به في طيبة حيث تنزل جبريل على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بآي الوحي المطهر فشرف المكان وشرف الزمان وتميز العطاء فكان من ذلك ما تميزت به الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة المدينة المنورة في طيبة لتحقق من المنجزات أعلاها ومن العطاءات أسماها بطلاب زاد عددهم عن الخمسين ألف طالب وطالبة وحفاظ بلغ عددهم الخمسة آلاف حافظ وحافظة وتميز في المخرجات حققت من خلاله الجمعية المراكز الأولى في المسابقات المحلية والدولية بمتابعةٍ كريمةٍ من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة الرئيس الفخري للجمعية ومؤازرة سديدة من معالي الشيخ / صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم - حفظه الله - وما تلقاه من دعم ومؤازرة من أصحاب أيدي بيضاء كريمة شاركونا شرف خدمة القرآن العظيم في بلد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
حفظ الله بلادنا آمنةً مستقرةً متمسكةً بكتاب ربها وسنة نبيها في ظل قيادة راعي مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد وزير الدفاع - يحفظهم الله - وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
- رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة المدينة المنورة