تمثّل تاريخ رقمي مكتنز بعدم الرخاء، وقلة الراحة، وجَلَد غير منقطع، في حياة المغفور له صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل على الصعيد الدبلوماسي الخارجي وأصعدة أخرى اجتماعية واقتصادية وخيرية، وليس من الممكن أن يعرف الناس أو أن يدركوا صور حياته العملية الدبلوماسية بتفاصيلها الكاملة، ولو سئل المقربون إليه كثيرا لما تجاوزت الإجابات -ربما- عصارة الذكريات التي يقدرون على لملمة شيء عنها من المخيلة الذهنية. إن لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل -رحمه الله- إسهامات تستحق التصدي لها والوقوف عليها بالدرس والبحث والتحليل، ويحسن بنا جمعها وعرضها في سلسلة أبحاث تحكي بالإفادة عن الدور والفعل والتدبير والدبلوماسية في منظومة العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وفي مساقات التواصل مع الدول والعالم؛ وكلها دروس نظرية وعملية تغني بالواقع والتجربة عن معظم التنظيرات العمومية المنفصلة عن الواقع في الدأب والعمل والإدارة والدبلوماسية.
ما الذي يمكن أن يخبرنا به (العالَمُ) عن حياته الفعليّة بصمت ذي إنتاج صعب تصديقه على الإنسان؟ سنقف هنا مع أكثر من 2000 موقعٍ (بامتداداته الشبكية باللغة العربية والإنجليزية في المواقع الإلكترونية) وستين صحيفة عالمية باللغة الإنجليزية منذ عام 1975م، وبمعيّة مادة رقمية نصية تتربع عليها عشرات الملايين من الكلمات، وتتجاوزها أكثر من ذلك بكثير في اللغات العالمية الرسمية من غير الإنجليزية والعربية، كالإسبانية والفرنسية والصينية والألمانية والبرتغالية التي تحتاج إلى بحث آخر. وفي تلك المواقع والصحف المتعددة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخيرية والعلمية والثقافية صورة أولية تتضمن سؤالاً عامًا ثقيلاً جدًا: متى غاب المغفور له يوما من أجل الراحة؟ لن أقول هنا إلا ما تقدمه الآلة وما تفيد به من تطابقات اسم المغفور له وتكراراته وبيان عدد المواقف الرسمية في الأخبار والصحف والمواقع، ففي الشكل الآتي بيان عن جمع الكلمات المفتاحية: سعود الفيصل، والأمير سعود الفيصل، ووزير الخارجية السعودية (بالعربية)، وSaud bin Faisal، وHH Prince Saud AlFasial، وBin Faisal، وSaudi Arabia›s Minister(y) of Foreign Affairs (بالإنجليزية).
والوقوف على المواقف المدونة رسميًا كانت عن طريق رصد ما أفادت به الآلة من أسماء الملفات والكلمات المفتاحية والمصطلحات المستردة بالحاسوب التي صاحبت هوية اسمه اللغوية (الملفات في الشكل أدناه).
استرداد الكلمات المفتاحية عن المغفور له في ملفات رقمية عربية وإنجليزية
ودعونا نجول بين الكلمات المفتاحية والمصطلحات المستردة وسياقاتها الخاصة به رحمه الله لنجيب عن السؤال الذي طرحناه آنفا؛ ففي المواقف المكتوبة بالإنجليزية: نقع على أكثر من ألف موقف مسجل في سياق تمثيل المملكة العربية السعودية، وحوالي 300 موقف رسمي لمواضيع ساخنة في المنطقة، وأكثر من 400 موقف في سياقات قيادية تحالفية، وما مجموعه 12404 مواقف عالمية تضمنتها المهام الدولية والزيارات الرسمية وقوة الحضور في الأعمال الدبلوماسية والخيرية، وهي حصيلة تَقَفٍ آلية لستين جريدة عالمية باللغة الإنجليزية، معظمها في الولايات المتحدة الأمريكية.
Minister of Foreign Affairs Saud Bin Faisal Saud Al-Faisal Suad AlFaisal
تكررت 14236 مرة تكررت 97 مرة تكررت 3719 تكررت 893 مرة
¢ 2010›s (664) 2000›s (2,652) 1990›s (4,619) 1980›s (6,301)
¢ 1975 onwards (13,761) ¢ 2010›s (8) 2000›s (5) 1990›s (4) 1980›s (5) 1970›s (75) ¢ 2010›s (212) 2000›s (1,089) 1990›s (392) 1980›s (1,106) 1970›s (910) 1960›s (1) 1950›s (9) ¢ 2000›s (459) 1990›s (57) 1980›s (199) 1970›s (171) 1960›s (2) 1950›s (1) 1940›s (3) 1930›s (1)
ومجموع المواقف في الصحف الستين مع مجموعها في تلك المكتنزة في المليون الكلمة بلغت: 20645 موقفًا رسميًا في النصوص الصحفية والشبكية؛ ولو قسمت على عدد سنوات عمله (40 سنة) وزيرا للخارجية الوطنية لكان الناتج 516 موقفا في كل سنة. إذن: فالافتراض البسيط هنا هو أن عدد مواقفه السامية الرسمية في العالم كانت أكثر من عدد أيامٍ حيواته الوزارية والدبلوماسية والعائلية (365 يومًا)!
وأول خبر تصدت له المدونة الصحفية العالمية في 19 أغسطس من عام 1975 كان في صحيفة Ogden Standard Examiner الأمريكية، وكانت عن القضية الفلسطينية والتنديد والشجب الصريح من العدوان الإسرائيلي على مسجد الخليل (صفحة 6)، وتوالت الأخبار والمواقف عنه بعد هذا الشهر حول قضايا الأمة العربية، وكل تصريحاته كانت تحمل هم العالم العربي والاقتصاد العربي والتنمية العربية والعربي نفسه والدبلوماسية المحنكة في العالم أجمع.
إن حق هذا الرجل -رحمه الله- ليس مقالة صحفية، بل بحث أكاديمي يتصدى لمواقفه الكبيرة في السياسة الخارجية السعودية تحت مظلة ملوك أربعة: الملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله (رحمهما الله جميعا)، والملك سلمان-الآن-(أطال الله في عمره وأمده بالصحة والسنين الطوال).
رحم الله سعود الفيصل رحمة واسعة، وعزاؤنا جمعيا لمقام سيدنا الأول خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين، وولي ولي عهده العظيم، والله نسأل أن يُلهم ذويه والعائلة الملكية الكريمة جمعاء والشعب السعودي والأمة العربية والإسلامية الصبر والسلوان، وأبدل عدد مواقفه لخدمة الدين والوطن بحسنات مضاعفة ورفعه مع العليين والصديقين، إنه سميع مجيب الدعاء.
د. سلطان بن ناصر المجيول - أكاديمي بجامعة الملك سعود - مختص في المدونات الحاسوبية
almujaiwel@hotmail.com