حين تتحمل مسؤولية إدارة عمل ما، فأنت أمام تحد حقيقي، لا يعترف بالصعاب مهما بلغ حجمها أو عظم شأنها، فكيف إذا كان هذا العمل مرتبطا بأفق وتطلعات مستقبلية لأجيال ناشئة، تمثل مستقبل البلد وسر نموه وتفوقه في شتى الأصعدة، نعم إنها الرسالة التربوية والتعليمية التي ترسم خارطة الطريق لمستقبل مليء بالإنجازات.
ما دفعني لكتابة هذه المقدمة هو إدراكي العميق بأن الأهداف لا يمكن أن تتحقق بمجرد التمني، بل تحتاج إلى عمل مضنٍ وجهد جبار لجعلها حقيقة ماثلة للعيان، يجني ثمارها وطن بأكمله، ولنا في هذا الإطار أمثلة كثيرة آثرت العمل بصمت وبعقيدة وطنية راسخة لا يشوبها أي كدر أو تململ، ومن هذه الأمثلة التي تستحق الإشادة والتكريم مدير مكتب التربية والتعليم في محافظة ضبا بمنطقة تبوك الأستاذ محمد فرج سليم، هذه الشخصية التربوية التي قدمت ومازالت تقدم أروع أمثلة التفاني والبذل والعطاء في مسيرة العمل التعليمي بالمحافظة وقراها ومراكزها، حيث يقف على كل صغيرة وكبيرة يحتاج إليها القطاع التعليمي في المحافظة، متابعا ومناقشا أدق تفاصيل العمل اليومية مع مسؤولي التعليم في المحافظة، مستمعا إلى آراء المعلمين والطلاب ومشاركا لهم في جميع المناسبات التعليمية والوطنية.
ويكاد يجمع كل من عرف هذه الشخصية الكريمة الخلق بأنه جعل من مفهوم «الباب المفتوح» عنوانا لمسيرته الإدارية في تعليم محافظة ضبا، متحليا برحابة الصدر والأفق الواسع في تعاطيه مع كل متطلبات واحتياجات المحافظة تعليميا، فهو دائم التواصل مع جميع منسوبي التعليم في المحافظة، وهاتفه المتنقل لا يهدأ من اتصالاتهم، حتى في أوقات إجازته الرسمية، كما أنه يستقبل في منزله أيضا كل من له مطالب أو شكاوى معينة خارج فترة الدوام الرسمي، بل إن الكادر الذي عمل ومازال تحت إدارة هذا الرجل الصادق النبيل اكتسب ثقافة العمل بروح الفريق الواحد، ونهل من فيض الحب اللامتناهي للإنجاز والإبداع، فهنيئا لقطاع التعليم عموما بمثل هذه الشخصية التربوية الفذة، وللتعليم في محافظة ضبا على وجه الخصوص.
- شالح بن عواد الظفيري