حائل - واس:
تعد مدينة جبة الأثرية الواقعة في الشمال الغربي منطقة حائل واحدة من أكبر وأهم مواقع النقوش والرسوم الصخرية في المملكة، ومتحفاً فنياً من متاحف الشعوب القديمة، ووجهة سياحية تراثية صحراوية في المنطقة، وتضم أقدم المواقع الإنسانية التي تعود للعصور الحجرية، حيث يمكن للزائر أن يرى مشاهد للحياة اليومية ، والمواقع التي عاش فيها إنسان العصور الحجرية قبل آلاف السنين. وتضم المدينة الأثرية قدرا هائلا وكثيفا من الرسوم والنقوش التي رسمت ونقشت في عصورٍ مختلفة، على واجهات صخور الجبال المحيطة بهذه القرية، وتتميز تلك الرسوم والنقوش بتشكيلاتها الفنية والمتنوعة بموضوعاتها التعبيرية، بالإضافة إلى الأدوات الحجرية التي استخدمها الإنسان القديم في حفر رسومه ونقوشه الكتابية المتنوعة والغنية.
ولعل أهم الرسوم والنقوش الصخرية التي يمكن مشاهدتها في مدينة جبة، تلك الموجودة في جبل أم سنمان غرب المدينة، وتمثل النمط المبكر للحفر والنقش، ومستقرة في الأرض ويتميز بالعديد من النقوش والرسومات الثمودية التي يعود تاريخها لأكثر من 7000 عام قبل الميلاد وأخرى تعود للعصر الحجري فالكثير من الكتب التاريخية نسجت القصص وأهم الصور لهذا الجبل الذي يعد معلماً بارزا في المنطقة. ويستقطب جبل أم سنمان السياح والمهتمين بالآثار من داخل المملكة ومن خارجها للإطلاع على النقوش التي تقدر بنحو (5431) نقشاً ثمودياً و(1944) رسماً لحيوانات مختلفة منها (1378) رسماً لجمال بأحجام وأشكال مختلفة، وبلغ عدد الرسوم الآدمية (262) رسماً، ويؤكد هذا العدد الهائل من هذه الأعمال لمن يشاهدها أن تنفيذها جاء من إنسان مقيم، يملك العديد من مقومات الحضارة، وهو ذات الحال في جبل غوطة، حيث يوجد رسوم ونقوش غنية بمشاهد الحياة اليومية للإنسان والحيوان اللذين استوطنا المنطقة. وتشكل مدينة جبة محطة رئيسية وقبلة للمستشرقين الغربيين الذين زاروا الجزيرة العربية، نظراً لموقعها الجغرافي الذي يقع على طريق قوافل الرحالة، حيث بدأت تلك الرحلات في القرن التاسع عشر الميلادي، عندما قام المستكشف الإيطالي كالرو جوارماني بزيارتها في عام 1864م . وتعد جبة من الركائز المهمة للسياحة في حائل للمميزات النسبية التي تضمها تراثياً وبيئياً وجغرافياً، بعد أن الانتهاء من تهيئة وتطوير القرية التراثية ومواقع التراث العمراني والأثري فيها، حيث يستقبل المركز الزوار في جبل أم سنمان بعد تهيئته والمواقع المجاورة له، ليصبح عامل جذب للزوار والسياح القادمين للمدينة، حيث دعم بموظفين مدربين على العمل في مثل هذه المواقع، لتقديم الشروح الكافية عن ما يضمه كل موقعٍ من نقوش ورسوم أثرية.