مبتدأ:
خاطرة رمضانية لأغلى (قائد) في حياتي بعد العارض الصحي الذي تسلل إليه قبل ليلة واحدة من شهر رمضان المبارك.
استيقظت على رسالة من أخي الحبيب (أبي لانا) كان قد أرسلها إلى مجموعة العائلة بعد سؤال ملحٍ من أخي الغالي إلى قلبي (أبي شهاب) حجر الزاوية لعائلة الضويحي وفي كلٍ خير.
«أبوي لازم يفطر وما يصوم
احتمال الكلية تتعطل بسبب الجفاف».
ثم قرأت التعليق الأول:
«يا حياتي»!
هكذا انتهى الحوار سريعاً
ما الذي يحدث هنا؟!
قلب آخر يتوجع!
أختي الكريمة العظيمة
منيرة أم تركي
- أضاء الله دربها حيث
أضاءت دروب الكثيرين
ومضت بهم لتحقيق أحلامهم - كنت أفكر فيها كثيراً فقلبها رقيق لا يحتمل، والشواهد من الأيام كانت تقول: إنها كذلك!
ثمانون عاماً من الصيام..
كم أنت (أبّيٌ) يا (أبي)؟!
الرجل التسعيني ما زال يمشي على قدميه وأحافير البلاء
والأمراض ونوائب الدهر تحاول الفتك به..
ومازال الرجل التسعيني يواصل مشيه وفي أعوامه
الأخيرة رافقه بالسير عكازة الأمل والألم.
التمرات وكوب الماء وفنجال قهوتك ومصحفك وسجادتك
وسُفرَتك يسألون عنك؟!
غبتَ وغابت صفحة وجهك المشرق عن شهرك
المحبب إلى نفسك..
دلفتَ للمرة الأولى بعد ثمانين عاماً للمسجد تنتظر صلاة المغرب وأنت في أعوامك السابقة كنت تجلس عند سفرتك وبين أبنائك الذين يلتفون حولك تنتظر آذان المغرب.. دخلتُ عليك كما هي
-عادتك- في محرابك
تناجي ربك..
تسأله، تستغفره، تقرأ ما تيسر معك من
القرآن بصوتك الرقيق والرفيق بتلك الأحرف
الطاهرة..
طبعتُ قبلة على جبينك الطاهر والمتطهر، ثم رجعت مرة ثانية لأقبلك بين عينيك ويا ليتني لم أفعل!!
دموعك التي في محجر
عينيك أبكتني ورقّ لها
قلبي وارتجف لها فؤادي..
لا أنسى هذا المشهد
أبداً..
أكلُ هذا لأنهم أبعدوك
-قسراً- عن حبيبك
ونديمك وسلوة ليلك
وأنس نهارك.!
لا تحزن -قرة العين-
نحن عندك ومعك وبك..
والله (من بعد ومن قبل)
معك وهو صاحب الحول والطول ولا قوة إلا بالله العلي القدير.
حبيبي يا قرة العين..
لا تحزن و لا تخف..
سيجعل الله لك بعد العسر يسراً..
الآن أحسست بأثر الدعاء
«اللهم اشفِ مرضانا...»
لم أعد أحتمل كلماتها
التي تهز أركاني..
بكيتُ وبكيتُ وبكيت..
هل عيب أن نبكي
على من نحب؟!
هل الرجل الذي
كانت تفرحنا طلته
بات اليوم يلوذ بزوايا
الذكرى الجميلة وبدأ
يَقصُص بطولاته التي
تنعش روحه وتوقظ
أحلامنا؟!
أبي..
(رمضان) القادم 1437
سيمضي معك -بإذن الله-
برفقة أحبابك.!
ثقتنا بالله وأملنا فيه وإيماننا به
ليس له حدود بأن خالقك
لن يتركك..
فهد الضويحي - الرياض