في صبيحة السبت الحزين كان أهالي الشمال على موعد شاء الله أن تودع الأب الروحي والإنسان الحاني والرجل العطوف والعطوف الحازم، الذي أحبه كل الشماليين فبادلهم الحب بمثله..
أميرهم الغالي والحنون سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد.. عليه شآبيب الجنة في هذه الليالي المباركة.. ولعل الجموع الغفيرة من المواطنين والمقيمين التي توافدت على المستشفى الذي أودع فيه الجسد الطاهر لسموه والجموع التي كانت في وداعه في أرض المطار ترجمت كل عناوين المحبة لأبي خالد وهم يودعونه بالدموع والدعاء والألم والحسرة..
كنا ليلة رحيله المر في استقباله في مطار عرعر قادماً من جدة بعد مشاركته الفاعلة المشرفة في اجتماع أمراء المناطق وأيضاً لقاؤه بابن عمه والقريب من قلبه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، فكان عند وصوله مبتسماً مرحباً بالجميع وناقلاً لهم تحيات مليكهم وكان الجميع فرحين بمقدمه الكريم..
وفي صبيحة اليوم التالي شاء الله والتي نؤمن بها جميعاً أن يغيب عنا أبا خالد وتغيب الابتسامة المعهودة وهذا قضاء الله ولا راد لقضائه..
ولعلني بعجالة أعرج وفاء لوالدي وعزوتي وعضدي وقرة عيني أبا خالد رحمه الله فقد عرف عنه الورع والتقى والعطف وحب الخير وبناء المساجد واحتضان الفقراء كما عرف عنه رجل الدولة الحازم وباني الشمال والتي جاءها في ريعان شبابه وهي مجرد صحار قافلة ومراتع للوحوش حتى أصبحت كما ترون هي من أجمل مناطق الوطن تحتضن أكبر المدن الصناعية في وعد الشمال ومعادن وفوسفات الجلاميد وشركتي أسمنت من أكبر شركات الأسمنت في المملكة وجامعة وكليات تقنية وعلمية ومئات المدارس المختلفة وبنية طبية مرموقة من خلال العديد من المستشفيات والمراكز الصحية ومدن رياضية وخدمات إنمائية وبلدية ومشاريع تنموية شاملة لكافة قطاعات الدولة وثلاث مطارات حديثة وتطور شامل مذهل واكب الركب الميمون لحكومة خادم الحرمين الشريفين في التطور والنماء والحديث عن إنجازات سموه يطول ويطول فهناك أيضاً مشروع الطريق الدولي العملاق ومشاريع ستشهد بمقولة سمعتها مراراً من سموه وهو يقول والله إنني أشعر بالسعادة وأنا أشاهد مدن منطقتنا وهي ولله الحمد تصل إلى هذا المستوى الطيب..
كيف لا وهو يعبر كل يوم أحياء مدينة عرعر ليتابع ما تحتاجه من خدمات..
وفي جانب أعمال الخير تعجز الحروف أن تتحدث عن كل ما قدمه سراً وعلانية في أعمال الخير ولعل أهمها بناء عدد كبير جدًا من الجوامع في مختلف مدن المملكة بالإضافة إلى دور تحفيظ القرآن الكريم والجمعيات الخيرية والوقوف مع المحتاجين والأيتام والأرامل هذا بالإضافة إلى دوره البارز في خدمة الحجاج عبر منفذ جديدة عرعر ولعلني اذكر لعدة سنوات يقوم يرحمه الله باستئجار حافلات لنقل الحجاج الذين تعطلت قافلاتهم وعلى حسابه الخاص كما أن سموه يتجول بنفسه ويقوم بتقديم المال لمن يجده محتاجاً في احد شوارع عرعر وهذا ما يحدث حتى قبيل وفاته بأيام..
كما عرف عن سموه التواضع الجم مع الجميع حتى إن مكتبه الخاص مفتوح للجميع كما عرف عنه الالتزام بالوقت بل إنه يعتذر عن التأخير لمدة ثلاث دقائق فقط..
وفي الجانب السياسي كان لسموه المواقف المشرفة من خلال ترؤسه لعدد من الاجتماعات الخاصة بالحدود مع دول الأردن والعراق كما كان له الدور البطولي المشرف خلال حربي الخليج من خلال قيادته الحكيمة لأمن المنطقة..
والحديث عن مناقب ومآثر رجل بقامة سموه يحتاج لمجلدات فسموه يرحمه الله مدرسة وطنية في القيادة الحكيمة والرأي السديد والحزم والعطف... رحمك الله يا أبا خالد فوالله إن القلب ليحزن والعين لتدمع بفراقك يا والدي وسيدي...
دعاء
اللهم يا إلهي تقبل غالينا بالرحمة والمغفرة واجعله من أهل الجنان الموعود بها المتقون المطيعون واجعل اللهم قبر غالينا الأمير الفقيد عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد برزخاً في الجنة وانزله منزل الشهداء يا إلهي الكريم..
ختمة
يا سيدي يا كبرها من فجيعة
كل الشمال ودارها اليوم تبكيك
- خلف القاران