الجزيرة - عبدالله الجديع:
لم يعد الحصول على الوظيفة الحكومية المسار المستقبلي الوحيد للشباب والشابات كما هو متعارف طيلة السنين السابقة, حيث تمكنوا من التغلب على هذه القاعدة متجاوزين بذلك الخوف والعيب الذي اعترى سابقيهم ، ليطلقوا مشاريعهم الخاصة في مجالات مهنية وحرفية بإدارة ذاتية ليجنوا أرباحاً مالية مجزية في سوق العمل المليء بالفرص العديدة.
ويروي الشاب «ماجد الحازمي» صاحب محل بيع أدوات كهربائية وإنارة بمدينة الرياض خريج قسم الكهرباء بالمعهد الصناعي الثانوي قصة تأسيس مشروعه حيث قال: كنت أعشق التخصص الذي بدأت مسيرتي المهنية فيه أثناء دراستي في المعهد الصناعي الثانوي وهو تخصص الكهرباء وكان لدي طموح لافتتاح محل خاص بي للممارسة هذا العمل وذلك بعد علمي بما تدره هذه المحلات من رزق وفير يغنيني عن مشوار البحث عن وظيفة ذات الدخل المحدود , وفعلاً اتجهت لمعهد ريادة الأعمال الوطني بعد تخرجي في عام 1433هـ وقدموا لي الاستشارة ودراسة الجدوى الخاصة بمشروعي بعد أن استفدت من دورة تدريبية متخصصة امتدت لشهر تلاها بدأت في مشروعي بإمكانيات متوسطة حيث عانيت في البداية من قلة المعرفة بالأسعار وطريقة العمل وقلة العمالة بالمحل إلا أن تلك الصعوبات بدأت تتلاشى من خلال التجربة الميدانية وأصبحت ولله الحمد ملما بكثير من الأمور لتسيير مشروعي بنجاح , واستطعت التوسع والسفر خارج المملكة لتوفير عدد من الأجهزة والأدوات الكهربائية التي نحتاجها في السوق ودخلت في شراكة مع أحد الاقارب لتوسعة المحل بعد زيادة أعداد الزبائن بشكل كبير, فخلال السنوات الماضية أصبحت منافساً قوياً في هذا المجال مع بقية المحلات التي تديرها العمالة الوافدة.
وفي رسالته عن الريادة أضاف الحازمي: أدعو الشباب السعودي للاستفادة من ممارسة العمل الحر والتسهيلات المقدمة لكل سعودي يتجه لفتح محل خاص به حيث وجدنا الثقة والرغبة من المجتمع في التعامل معنا بعد أن نجحنا في تلبية رغباتهم من خلال جودة العمل وتوفير الإدوات ذات الجودة العالية.
على الجانب الآخر تحدثت صاحبة محل كوفي شوب الشابة «جواهر محمد» وهي إحدى خريجات الكلية التقنية للبنات ، مشيرة أن الفكرة ظلّت تراودها منذ مقاعد الدراسة حيث كنت أحلم بافتتاح محل لتقديم المشروبات والمعجنات خاصة بعدما لاحظت الإقبال المتزايد على هذه المجالات من أفراد المجتمع , وبعد التخرج لم أفكر ابداً في البحث عن وظيفة ومنحت كل اهتمامي لمشروعي الحلم الذي تحقق من خلال معهد ريادة بعد أن تقدمت لهم بكامل أوراقي في عام 1424هـ تقريباً ورحبوا بالفكرة وتم عمل دراسة جدوى خاصة وتلقيت الدعم المادي والمعنوي , والحمد لله افتتحت المشروع بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بعد عام واحد تقريباً , والآن مشروعي قائم بالجامعة ولدي الكثير من الزبائن بعد الدعم والتشجيع الذي وجدته من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ومعهد ريادة والذي أتمنى أن يستمر لبنات وأبناء هذا الوطن ليحققوا أهدافهم ويصلوا لطموحاتهم «.
وعن الخدمات المتوفرة بمشروعها أوضحت جواهر أنها تقدم جميع أنواع القهوة والمشروبات البادرة والساخنة وبعض المأكولات الشعبية التي يزداد عليها الطلب أكثر , حيث يعمل لدي موظفتان سعوديتان لتقديم الطلبات وتجهيزها « , وفي رسالتها للمجتمع أضافت « نحن السعوديات والسعوديون من الشباب نحتاج لوقفة المجتمع وتعاونهم معنا , كما نحتاج لدعم الجهات الحكومية لتنفيذ هذه المشاريع , وأدعو الشباب والشابات للتوجه للعمل الخاص الذي يعطي مساحة أكبر للاستثمار والإبداع والتوسع في العمل .
الجدير ذكره أن المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تحفّز خريجيها وخريجاتها على ممارسة العمل الحر من خلال افتتاح مشاريعهم ,وتقدم لهم كافة الدعم من خلال معهد ريادة الأعمال الوطني , الذي يعد معهداً وطنيا غير ربحي متخصص في مساعدة الراغبين في ممارسة العمل وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة من الجنسين من خلال التدريب والتأهيل وتقديم الاستشارات والمساعدة في الحصول على التمويل وتسهيل الإجراءات الحكومية وتم تأسيس المعهد في عام 2009م كمبادرة من المؤسسة ووزارة البترول والثروة المعدنية ، بالشراكة مع عدة مؤسسات وطنية هي ( سابك – أرامكو – مجموعة الاتصالات السعودية – مصرف الانماء – البنك السعودي للتسليف والادخار) , وفي إحصائية العام الماضي 1435 هـ تقدم على دورة « ابدأ مشروعك « 2293 اجتاز الدورة منهم 2086 وتم الموافقة على تمويل 1596 حيث تم افتتاح 1045 مشروع بنهاية العام الماضي.