هناك رجال يعملون بصمت وحبهم للخير كبير لا تلهيهم تجارة أو عمل عن البذل والعطاء والوقوف مع أبناء مجتمعاتهم، حباهم الله المال ليكون في خدمة مجتمعاتهم ينفقون آناء الليل والنهار ليسعدوا بهذا الإنفاق مَن حولهم، يسدون عوز المحتاج ويفرجون الكرب عن العباد يطعمون الطعام ويصلون الأرحام وجوههم سمحة وأخلاقهم عالية ونفوسهم زكية سمتهم التواضع وحبهم للخير ساطع، ينفقون بلا منّ أو أذى هم الآمنون من عذابه يوم لقائه، من هؤلاء الرجال القلة الشيخ إبراهيم بن عبدالمحسن السلطان ولن أقول ابن تمير البار، بل ابن سدير المحبوب في سيرته ومسيرته قصص وعبر وهو قامة شامخة وقدوة واضحة ومنارة سامقة يعطي عطاء َ من لا يخشى الفقر ولا يرجو إلا رضا الرب، سهامه للخير واصلة وعن الشر قاصرة، له القدح المعلى في المسابقة للخيرات والمنافسة على المكرمات، فهو سبّاق لكل خير، فها هي جائزة التفوّق العلمي بتمير ومؤسسته الخيرية التي وصل خيرها لكل شبر من أشبار هذه الأرض المباركة شاهد عيان وخير برهان على ذلك.
فقد كنت عنده منذ أيام قليلة بمكتبه للسلام عليه وتهنئته بالشهر الكريم، وقد حمّلني من الشيكات للجهات الخيرية بسدير ما الله به عليم، هذا غيض من فيض كرمه وعطائه وبره وإحسانه سواء للجمعيات الخيرية أو لمكاتب الدعوة أو لجان التنمية أو جمعيات تحفيظ القرآن وأصدقاء المرضى ودعم الأندية الرياضية والمناسبات العامة والمستشفيات، ناهيك عن عطائه لذوي الحاجات والأرامل والأيتام والمساكين، وكم من البيوت الكثيرة التي يقوم بالنفقة عليها والمنازل التي شيّدها للأيتام أو قام بإصلاحها.
فأبو عبدالله مجبول على أحسن شيمة وذلك لما يستشعره الناس من فيض غمائمه وكرمه واستفاقة مآثر جوده وإغاثته للملهوف ومد يد العون للضعيف، فما يهم بأمر إلا انفتح رتاجه وهان علاجه ولان شديده وقرب بعيده.
لم يثنه عن خدمة مدينته تثبيط المثبطين الذين لم يستطيعوا مجاراته في فعل الخيرات واستباق المكرمات وعمل المبادرات والوصول إلى قلوب الناس.
فكرَّس جهده وفكره وعطاءه لمدينته فأنشأ مؤسسة إبراهيم السلطان الخيرية والمركز الثقافي بتمير وجائزة إبراهيم السلطان للتفوّق العلمي وجائزة الموهبة والإبداع بمحافظة المجمعة، وأنشأ مقراً لجمعية تحفيظ القرآن الكريم ومدرسة التحفيظ عام 1402هـ، وأكمل مقر الدفاع المدني عام 1412هـ، وأكمل مقر هيئة الهلال الأحمر السعودي بتمير عام 1425هـ، وأنشأ وجهز العديد من المباني والمرافق والأجهزة بمستشفى تمير العام واستكمل بعض مرافق نادي المجزل بتمير وتمويل عملية تأسيس جمعية البر الخيرية بتمير وأنشأ مقراً لها.
أما عن الدعم السنوي المستمر لجمعية التحفيظ وجمعية البر ونادي المجزل ومكتب الدعوة ولجنة التنمية ولجنة أصدقاء المرضى ودعم الاحتفالات والمناسبات الرسمية بالإضافة إلى وقوفه مع أبناء تمير في السراء والضراء فكان مضرب المثل في الإيثار والوفاء لأهله ومحبيه في بلده. أما دعمه ورعايته لمساعدة الشباب على الزواج التي تفوق المليون ريال سنوياً فحدّث ولا حرج وما رصده في آخر حفل مبلغ خمسة ملايين لهذا المشروع إلا دليل واضح على ما يوليه لهذا الجانب.
وإن ما يتناقله الناس من دعمه وبره لا يحصى ولا يعد وإن بره بأقرب الناس إليه يعد من الأساطير في الكرم، فرفده لمن يتزوج بمائة ألف ريال وإسكانهم لمدة خمس سنوات مجاناً وتدريسهم على نفقته الخاصة وغير ذلك الشيء الكثير لتعد مناقب حميدة وأعمال جليلة وبر وصلة يحمد ويثنى عليها.
فالسلطان وأمثاله لا يحلّون في مكان إلا كان الخير في ركابهم والسعد في صحابهم، لا يكاد يجف القلم من كتابة منقبة من مناقبهم الحميدة حتى تظهر عطاءات وبذل وإنفاق في كل مكان كأنهم النهر المتجدّد الجريان لا يجف عطاؤه ولا يتكدر ماؤه ولا تقل حلاوته أو تتغيَّر طلاوته، كرمهم غير مسبوق وخيرهم دائم التجديد، وحينما نتحدث أو نكتب عن هذه القامة العملاقة والرجل الإنسان فلكي يتعلّم النشء الاعتماد على النفس والكفاح في الحياة حتى تكوّنت ثروته وتحققت ذاته فلم يزده هذا إلا تواضعاً وإيثاراً.
وإن ملذات الحياة وملهياتها لم تجرفه لنسيان التواصل مع مجتمعه وإيثاره بما حباه الله به من مال وجاه فكان كالبلسم الشافي للجروح وكالماء القراح للنفوس العطشى.
والإشادة بهذا العطاء الثر والعمل الذي يذكر فيشكر لـ(السلطان) وغيره من الرجال ما هو إلا تقدير لعطائهم وتثمين لتواصلهم وشكر لبذلهم وإشادة بجهودهم وحث للآخرين للاقتداء بهم.
شكراً من الأعماق للشيخ السلطان ولأمثاله ولا حرمهم الله دعاء المسلمين لهم، وإن هذا العطاء سيكون لهم ظلاً يوم لا ظل إلا ظله ولا باقي إلا وجهه.
جعلنا الله وإياكم من المحبوبين المنفقين الذين يحبون للناس ما يحبونه لأنفسهم، اللهم أعط كل منفق خلفاً ورزقاً واسعاً من عندك.
هذا وللجميع صادق محبتي.
عبدالرحمن بن محمد السلمان - سدير