بريدة - عبدالرحمن التويجري:
أنجزت جمعية البر الخيرية بالبصر ما يقارب 85% من مشروع وقف المحسنين، الذي يتكون من ثلاث مراحل: المرحلة الأولى المبنى الاستثماري (شقق ومحال)، والمرحلة الثانية محطة المحروقات، والمرحلة الثالثة مسجد وخدمات اجتماعيَّة.
وبهذه المناسبة تحدث الأستاذ غنام بن عبدالعزيز الغنام، المدير التنفيذي لجمعية البر الخيريّة بالبصر، عن مشروع وقف المحسنين التابع للجمعية بأنه سبق البدء فيه، وتم - ولله الحمد - جمع أربعة ملايين وثمانمائة وثلاثة وأربعين ألف ريال للمشروع، ويحتاج الوقف إلى ستة ملايين وخمسمائة ألف ريال لكي يكتمل البناء. وقال: نهيب بالمحسنين بذل الخير في وقف الخير خلال شهر الخير والبر والإحسان.. وما تم إنجازه من مشروع الوقف ما نسبته 85 %، والمتبقي من المشروع حتَّى يكتمل 15 % للمرحلة الأولى فقط.
وأشار الغنام إلى أنه قد بدأ العمل في المرحلة الثانية، وهي محطة المحروقات، بتكلفة مالية تقدر بمليون وثلاثمائة ألف، وتم - ولله الحمد - إنجاز ما يقارب 80 % من نسبة البناء للمرحلة الثانية. كما أفاد بأنه يمكن المشاركة بالوقف من خلال الإيداع في حساب الوقف في بنوك الراجحي أو الرياض أو الأهلي أو البلاد، أو عن طريق الجمعيَّة، أو بالأمر المستديم عن طريق البنوك، أو يسلَّم إلى مقر الجمعيَّة. وقد سأل الله أن يبارك في الجهود، ويقبل من الجميع الصيام والقيام، ويتقبل صدقاتهم وزكاتهم وسائر أعمالهم.
كما تحدث نائب رئيس مجلس إدارة جمعيَّة البصر الخيريَّة، الشيخ صالح بن محمد المحيميد، عن فضل الوقف وماهيته قائلاً: من المسلّم به أن حياة الإنسان منتهية إلى موت لا شكَّ فيه، أي أنه حتَّى لو عمل صالحاً وتحلَّى بكلِّ الأخلاق فإنه لن يستمر في ذلك إلى ما لا نهاية؛ ولذلك جاءت عبقرية الإسلام لتضمن للمسلم دوام عمله الصالح بعد مماته من خلال وسائل عدة، منها نظام الوقف الذي أصبح المسلمون بمقتضاه - أحياءً وأمواتاً - شركاء في تنمية لا تنقطع وأجر دائم.
وقال: إن للوقف أدواراً عظيمة؛ إذ أسهم في التنمية الاجتماعيَّة في الحواضر والمدن الإسلامية؛ فقد استُغلت أموال الأوقاف في إيواء اليتامى واللقطاء ورعايتهم، وكانت هناك أوقاف مخصصة لرعاية المقعدين والعميان والشيوخ، وأوقاف لإمدادهم بمن يقودهم ويخدمهم، وأوقاف لتزويج الشباب والفتيات ممن تضيق أيديهم وأيدي أوليائهم عن نفقاتهم، وأُنشئت في بعض المدن دور خاصة، حبست على الفقراء لإقامة أعراسهم، كما أُنشئت دورٌ لإيواء العجزة المسنين والقيام على خدمتهم، وإضافة إلى ذلك أقيمت الموائل والخانات لكي ينزل بها المسافرون في حلّهم وترحالهم وفي تنقلهم من منطقة إلى أخرى، وبخاصة إذا كانوا من الفقراء أو التجار الذين لا طاقة لهم بدفع إيجار السكنى.
وأضاف: وإن الوقف الإسلامي تجربة رائدة في إطعام الفقراء وكسوتهم وتطبيبهم.. وتشتد الحاجة للاستعانة بهذه التجربة في واقعنا المعيش؛ فقد كان من أوسع أبواب الترابط الاجتماعي بما ينسجه داخل المجتمع من خيوط محكمة في التشابك، وعلاقات قوية الترابط، يغذي بعضها بعضاً، تبعث الروح من خلالها في المجتمع، مصداقاً لقول المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى...».