عثمان بن حمد أبا الخيل ">
أبداً ليس غريباً أنْ تدخل سابك عملاق الصناعة العالمية في خط القطاع الصحي من باب المسئولية الاجتماعية، وهذا ما سوف تقوم به سابك بالتعاون مع وزارة الصحة، هذا المستشفى حين يكتمل سوف يعتني بالصحة النفسية وعلاج الإدمان بتكلفة تتجاوز الـ300 مليون ريال. أتمنى ومن كل أعماق قلبي أنْ يسمى مستشفى سابك للأمراض النفسية والإدمان ليكون بذرة طيبة ومثالا يحتذى للشركات الأخرى في القطاع الخاص وقطاع البنوك الذي يربح سنويا مليارات الريالات ولا يساهم إلا بالقليل.
إن شركة سابك تؤمن بترسيخ المسؤولية الاجتماعية في نسيج أعمالها بوصفها مشروعا استثماريا طويل الأجل تتنامى عائداته بالنفع العام على جميع شرائح المجتمع السعودي، لذا فقد أوجدت في هيكلها التنظيمي وظيفة مدير عام المسؤولية الاجتماعية نظراً لأهميتها، ترى هل هناك من أعطي أعلى مسمى في هيكله التنظيمي وفعّله. لنْ أسرد أو أعرج على ما قدمت سابك للمسؤولية الاجتماعية، هنا أود أن أكتب أن الشركة إجمالي ما أنفقته على مشاريع وبرامج المسؤولية الاجتماعية خلال السنوات العشر الماضية بلغ 2.4 مليار ريال، وعليكم أن تحسبوا المعدل السنوي.
41 مليار ريال أرباح البنوك، 34 بليون ريال أرباح شركات البتروكيماويات خلال 2014، وربما أكثر من 20 مليار أرباح شركات الاتصالات. نحن أمام أكثر من 95 مليار ريال، ترى كم هي النسبة المخصصة للمسؤولية الاجتماعية هل هي 1% أو 2% وربما تصل 5% ما الذي يعيق ذلك لا شيء سوى قرار من مجلس الإدارة لتحمل المسؤولية الاجتماعية.
اليوم مستشفى سابك التخصصي للعلاج النفسي والإدمان وغداً مستشفى بنك # للأطفال وربما على الأقل حديقة شركة الاتصالات. مجالس المسؤولية الاجتماعية في كافة مناطق المملكة مطلب وطني ومخاطبة جميع القطاعات بالمساهمة هدف رئيس، لا نريد توصيات دون تفعيل. قريباً إن شاء الله مجلس مسئولية اجتماعية في كل منطقة مع العلم أنني أفضل أن تكون هناك مؤسسة بمسمى مؤسسة المسؤولية الاجتماعية، مؤسسة مستقلة يتبعها مجالس في كافة المناطق يحدد لها رؤية ورسالة وأهداف قابلة للتحقيق على أنْ تبدأ بـ 2% من أرباح كل قطاع مسجل في السوق السعودي للأسهم.
الشركات العائلية ماذا قدمت للمسئولية الاجتماعية ؟ الشركات العائلية في المملكة تحتل مساحة واسعة من الاقتصاد الوطني، ومن نشاط القطاع بوجه الخصوص، إذ تجاوز حجم استثماراتها في السوق المحلية 350 مليار ريال، أي أكثر من 12% من الناتج الإجمالي المحلي. الوطن بحاجة للشركات العائلية في المساهمة في التنمية، وهناك من الشركات من يؤمن بموضوع الوقف العائلي وكذلك المسؤولية الاجتماعية لهذه الشركات في محيطها الإنساني والبيئي في ظل ازدياد الوعي لدى ملاك هذه الشركات بأهمية أن تأخذ هذه الشركات الريادة في مجتمعاتها من ناحية التنمية والتطوير للمجتمع الذي تستثمر وتعمل فيه.
في الختام تحت مظلّة مؤسسة المسئولية الاجتماعية المستقلة التي أقترحها سوف نرى مجالس الشركات والبنوك وشركات الاتصالات والشركات العائلية توافق على تخصيص نسبة مئوية من صافي أرباحها موجّه للمسؤولية الاجتماعية، وما المانع أن يسمى كل مشروع باسم تلك الشركة، كما اقترحت سابقا أن نسمي مستشفى سابك التخصصي للعلاج النفسي والإدمان.