عبدالمحسن بن علي المطلق ">
يوم هبت رياح الربيع اليعربي ضرب بعد مَدِّه وجَزْره بين الإخوة في (الوطن) المحتضن، وها هو يمدُّ جسوراً للعبور بين أقطاب مذهبين سعير ما كان برز إلى سطح عصرنا كثيراً.
وهذه السعير لامس أو يكاد في بوتقة الوطن الواحد في خليجنا تحديداً، فمن شرق السعودية إلى الكويت ومن قبل ماج بالبحرين لكن الله سلّم.
و... عوداً على ما يمس وطني وتلاحم أغض طرف المحب وغاض عين المبغض.. نحو ما أملاه الدكتور جاسر الحربش (الجزيرة عدد 15616) من كلمات لا شك بصفاء وصدق من سطرها:
«الحوار بين أصدقاء من المذهبين.. خلاف التمذهب الإقصائي المقتنع بالتقوقع والأفضلية.. إلخ. والتي يحرص على التخلص منها من هو أرجح عقلاً وأعمق للمحتوى الإنساني التعارفي التعايشي تحت ظل (وطن) واحد، بالذات المدركين للمأزق المصيري الذي (قد) يدخلنا فيه المتكسبون ...إلخ بتصرفي، لأتمم/ بالذات ونحن (أمشاج) وطن ضمنا جغرفيا، وبالأخصّ والنفخ من كلا الطرفين مما تجد فيه كيراً و(نفحاً) وإجداء.. في التملق، أو استجداء (استجرار) للتاريخ وما فيه من أقوال ربما بعضها شاذ أو تولّد في ظروف لا تقاس بعصرنا البتة.
لكن لأن عصرنا أمسى يبسط فيه بسوق التسطيح من له مرامٍ أن يخلّ بالوحدة ويفرط في اللحمة الوطنية في مسعى لتقويضها!!
هذا... بغض النظر عن المعطيات الغارقة، أو (البعيدي شقة التلاقي) من كل طرفين ممن ينعتون بالمتطرفين من كل مذهب في عدم اهتمام بما بلغناه اليوم من تلاحم و.. ما يلزمهما الانسياق طوعاً أو كرهاً لأن البنية الوطنية والتركيبة الاجتماعية تحتم علينا و(عاقلتنا) بالأخص أطراح الأمر لا أقول جانباً ولكن لمن عليهم بيان هذا كي يخذوا له سانحة (توثيق) من كل فصيل - مذهب - فهم من لديهم البعد العلمي (مع) استشراف ما نحن بحاجته وحال الوضع القائم..
فهم (أكرر) وإليهم يناط بحل (وطنيّ) يبعد شبح الفرقة ويغلق مناسم من لهم مآرب خفية التي يا للأسف إلا ويسعى لها بعض المغرضين بين الفريقين فيؤجج بل ينفخ في رمادها!!