حماد الثقفي ">
يتفق كل العقلاء في الأرض بغض النظر عن أديانهم أو انتماءاتهم الطائفية أو الفكرية على أن الذين خَلقوا الحالة الإرهابيّة في أمّتنا الإسلاميّة وغذّوها ونمّوها بكل ما لديهم من أسباب، إنما يريدون أن تقلب حقائق الأمور لمصالح خاصة أو لفهم عقيم فتجعل من الإرهاب في جسدنا العربي لا طعم ولا لون له سوى طعم الفرقة والألم ولون الإرهاب والفتن.
أغراض خبيثة وكأنهم أتباع السامري في عبادة لدنياهم، يصدون الأمّة عن سبل النّهضة والاستقلال لتصفية حسابات ما أو محاولة للنيل من ثوابت ديننا كما أمّلوا وخططوا له، ليبدأ شرر الدم يقترب من السماء وكأنهم فرعون عندما صعد برج هامان لينتقم من رب موسى، ولكن الله يمهل ولا يهمل وجعله عبرة. كذلك هم آفة يجب أن نعلنها بإجماع الفضاء العربي الإسلامي، هم مرضى خطيرون جداً وأصحاب مرض خبيث مُعدٍ لما يصحو عليه المجتمع الإنساني من صدمات قوية لذبح وحرق واستهداف مساجد وتحويلها من فضاءات للعبادة والسكينة إلى مجازر لإسالة دماء المُصلين كرد فعل انتقامي. فالمسجد عند جماعات الكُفر والإلحاد لا قيمة له كما لا قيمة لثقافتنا وحضارتنا التي هدموها، فعاثوا بأفئدتنا يملؤها لون شهداء مسجد القديح في السعودية والمساجد الثلاثة في اليمن عشية شهر رمضان الحالي إلى تفجير مسجد الإمام الصادق في شقيقتنا الكويت. تلك قذارة لعبتهم وإدارة حربهم، لتكون إرادتنا مرتهنة بإرادتهم الفاجرة ومكوناتهم الغادرة التي يتمتعون بها لتمزيق هذه الأمة، وتفتيت وحدتها وتشويه دينها المنقذ العظيم، فماذا ربحوا بعد ذلك كله؟! لن يقف سير الأمة، وشعوبها إلى ما يتطلعون فكما بنينا حضارات سنبني واقعاً جديداً.. فقط أيتها الأمة العربية والإسلامية عليك بالصبر والحكمة والتقدير الدقيق للأوضاع، فالمهتدي بهدي الحقّ هو مفتاح الفرج وفاءً للمهمة الثانية. فكلنا الكويت كلنا الإسلام.