أكرم خوجه ">
لقد استطاع المسلسل الكوميدي الشهير سيلفي الذي يترأس بطولته الفنان والنجم السعودي ناصر القصبي في مناخ سام يسوده الإرهاب بأن يهز ويحرك مشاعر وعقول المشاهدين من خلال قضايا هامة شغلت المجتمع العربي خلال الأسابيع الماضية، من أبرز تلك القضايا قضيتا التطرف والطائفية؛ حيث قام المسلسل بإسقاط أقنعة المحرضين على الإرهاب، ودحر الفتنة بين الناس لزرع الحقد والكراهية والفوضى فيما بينهم. استطاع المسلسل الذي لا تزيد مدته عن نصف ساعة بأن يرسل رسالة عجز الكثير من خطباء المساجد والإعلاميين والدعاة عن إيصالها. حيث قام بكشف حقيقة المنافقين الذين يدعون بأنهم يرفعون راية الجهاد باسم الإسلام وهم هدفهم الرئيسي تأجيج أمن الدول العربية.
ولقد قام كل من ناصر القصبي و المؤلف خلف الحربي بأن يغوصوا في عقولهم المريضة التي هي مليئة بالجهل وبالحقد وبالكراهية التي ازدهرت على بيئة خصبة موشاة بدماء أبرياء قتلوا باسم الإرهاب المتوحش الذي لا دين له ولا وطن له، وعلى الرغم من حساسية هذه المواضيع إلا أنهم قاموا بمناقشة هذه القضايا بأسلوب كوميدي ساخر هدفهم إضحاك و رسم الابتسامة على وجوه المشاهدين التي تعاني من الحزن والمرارة.
وإستطاع المسلسل أيضا أن يناقش خلاف الطوائف، وقام بالسخرية من هذه العقول التي تروج للطائفية ومحاولة دحر الفتنة بين الطوائف لكي يقوموا بإحداث فوضى عارمة في المجتمع العربي، وينتج عنها حروب ونزاعات لا نهاية لها فقط لأغراضهم السياسية.
لقد نجح كل من ناصر القصبي وخلف الحربي في تقديم فن هادف يحمل مضمونا، وهذا هو دور الفن الحقيقي في إيصال رسالة هادفة وسامية إلى المجتمع العربي، بالإضافة إلى جهود قناة كبيرة من أهم القنوات العربية وهي قناة الإم بي سي في دعمها لهذا المشروع الفني الهادف الذي من خلاله قامت بتقديم عمل فني ذي قيمة لمحاربة هذا الإرهاب المتفشي في مجتمعنا العربي لكي تساهم في توعية المجتمع العربي من خطر الإرهاب.
وبالرغم من الرسالة الفنية التي يحملها المسلسل فاحت الرائحة العفنة للإرهابيين المليئة بالكفر والتكفير، فقد انهالت على القصبي والحربي والإم بي سي كمية كبيرة من الشتائم والسب والقذائف رافضين لمن يخالف فكرهم المتطرف الذي لا يمثل الإسلام بتاتا الذي حثنا على الأخلاق الحميدة، ونهانا أكثر من مرة عن هذه الصفات السيئة، ولكن الحقد والكراهية أعميا بصيرتهم، وقامت وزراة الشؤون الإسلامية بالتحقيق معهم، ومنهم من تراجع فورا عن الإساءات التي وجهوها للقصبي.
من العجيب أن ترى أشخاصا يسود أعمالهم التطرف الأعمى وتخيفهم تحقيقات الجهات المسؤولة وينسون بأن الله حثنا على الاعتدال ونهانا عن قمع الآخرين، ولكن في الآونة الأخيرة زادت ثقافة عدم تقبل الشخص المختلف وقمعه في مجتمعنا العربي... و في النهاية أثبت المسلسل أن الفن هو الوسيلة الحديثة لمحاربة جميع أشكال الإرهاب.