عبدالله بن عبدالعزيز الفالح ">
اللهم ارحم من ماتوا من جنودنا البواسل، وتقبلهم شهداء عند ربهم يُرزقون، الذين رابطوا في ثغور بلادنا الغالية حماية للدين والوطن. ونصر الله الذين ما زالوا يرابطون على حدود البلاد بعد أن تركوا أهلهم وأولادهم فداء لديننا وبلادنا المقدسة. لقد أحسن رجال الأمن الأبطال - جزاهم الله خيراً - صنعاً في مواجهة أولئك الذين باعوا ضمائرهم وعقولهم بثمن بخس حين أقدموا على تنفيذ ما أملاه عليهم أساتذتهم لتحقيق مآربهم الدنيئة وأطماعهم التوسعية الحاقدة..!! يجب أن ندعو لإخواننا أهل الحق والتوحيد في جنوب بلادنا الغالية، ونؤازرهم على أهل الباطل المعتدين الحوثيين ومَن وراءهم. فإخواننا في الجنوب يُحاربون ويُقاتلون بعقيدة التوحيد ضد العقيدة الباطلة. وقد نوه مجلس الوزراء، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، في جلسته التي عقدها مؤخراً «بتمكن القوات السعودية من مختلف القطاعات من صد هجوم على محاور عدة بقطاعَي جازان ونجران من الجانب اليمني، قصد به اختراق حدود المملكة من المعتدين، ومواجهة مقذوفات العدو بكل شجاعة، وتدمير آلياته ومعداته، سائلاً الله العلي القدير أن يتقبل الشهداء، ويرحمهم رحمة واسعة». لهذا فإن مواجهة هؤلاء الأعداء أمر ديني حتمي، لا ينكره عاقل وصاحب غيرة على دينه وأمته وأهله وإخوانه المسلمين. قال الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}، أي حتى لا يكون شرك. وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلماً في موضع تُنتهك فيه حرمته ويُنتقص فيه من عرضه إلا خذله الله تعالى في موضع يُحب نصرته. وما من امرئ مسلم ينصر امرأ مسلماً في موضع يُنتقص فيه من عرضه ويُنتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نُصرته». رواه أبو داود. وجنودنا هؤلاء من يعملون بكل ما أوتوا لنصرة إخوانهم المسلمين عندما حصلت اعتداءات في الحدود الجنوبية واليمن الشقيق. وكان بيان سابق لعلماء الإسلام حول الفتنة الحوثية قد شدد على أن: «ما عليه أولئك الحوثيون ومن أعانهم - كائنًا من كان - ففعلهم ضلال مبين، وخروج عن مذهب الحق، فمع ضلالة منهجهم فهم قوم عادون باغون في اعتدائهم على دولة مسلمة آمنة مطمئنة، وهذا منكر من أعظم المنكرات، يجب دحره والتصدي له، وقمع الظالمين، ورد كيدهم في نحورهم. ومن واجب كل مسلم أن يدين ذلك ويتصدى له».في بيان آخر لعلماء المسلمين شدد على أن «ما تقوم به الدولة الرافضية الإيرانية من زعزعة لاستقرار الدول الإسلامية بزرع عملائها فيها، وإمدادهم بالمال والسلاح، وجعلهم طليعةً لنشر المشروع الرافضي في تلك البلدان، وأداة لزعزعة الأمن والاستقرار، لهو أمر خطير، وهو من أعظم ضروب الفساد في الأرض». ودعا إلى «أخذ الحيطة والحذر، ومدافعة المد الرافضي، ونشر مذهب أهل السنة، واتخاذ التدابير الأمنية والدعوية والإعلامية كافة لتحجيم هذا المد الخطير...».
لقد تآمر هؤلاء على كل من يقف ضدهم أو يحول دون تحقيق ما يسعون إليه؛ لأنهم ومَن أعانهم يريدون ليُطفئوا نور الله بأفواههم. فقد قال الله تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}. كان أولئك القوم يتشدقون ويتبجحون بافتراءاتهم واقترافاتهم الظالمة، وها هم اليوم يحصدون مر ما زرعوه، يريدون أن يُسيّروا العالم وفق مصالحهم وأهدافهم وخططهم - لا حقق الله لهم أهدافهم وخططهم - مهما كان الضرر بالغاً على غيرهم من الدول الأخرى التي لا تسير في ركابهم وفي فلكهم المظلم.
اللهم حقق النصر والتمكين والغلبة لنا ولجنودنا على كل عدو يريد الاعتداء على البلاد المقدسة وسائر البلاد الإسلامية والعربية، وأفشل يا رب خططهم وأطماعهم دائماً وأبداً.