العقيد م/ محمد فراج الشهري ">
لا يمكن لأي إنسان مدرك عاقل يؤمن بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم، أن يقوم بقتل أخيه المسلم غيلة وبدون ذنب، لأنّ من قتل نفس بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً.. إذاً هل هؤلاء الذين أخذوا على عواتقهم ارتداء الأحزمة الناسفة والدخول بها وسط المساجد وبين المصلين ليزداد الجرم بشاعة ووقاحة، هل هم أسوياء يحملون عقول تفرق بين ما هو حلال وما هو حرام؟ لا أعتقد ليسوا عقلاء وليسوا أسوياء أبداً... الأغنام في البراري تعرف الشجر والنبات السام فتتجنبه إلى النبات غير السام وتعف عنه وتروح وتبتعد، وهؤلاء لا يرون أن ما يقومون به جريمة ليست من الإسلام ولا من الإنسانية في شيء، ورغم ذلك يقدمون على القتل والتدمير وقتل أنفسهم فهم بذلك كالبهائم أو أضل بل البهائم أفضل من هؤلاء، فقد جعلوا أنفسهم أغنامًا لداعش تساق للمهالك وتذهب طائعة مختارة بلا عقل أو توجس أو خيفة من الله ولا من خلقه، انساقوا لأعمال مخزية وشاذة وأساؤوا لدينهم وأمتهم ووطنهم وأهاليهم، رغبة في إرضاء نزوات الشياطين الذين يريدون لهذا البلد الآمن أن يتحول إلى مقابر وصراعات، وليمضوا من فوق الجثث إلى جهنم صاغرين، هؤلاء الذين يريدون أن يحولوا المساجد إلى محارق، والمدنيين إلى ضحايا، ويريدون أن يحولوا الوفاق والتآخي الأهلي بين الشيعة والسنّة إلى حالة حرب وسفك دماء، يريدون أن يتحول الاختلاف المذهبي بين أبناء الوطن الواحد إلى حالة من التنافر والتوتر، وذلك بزرع فتنة وشقاق وانتهاج السياسة التي تجنح إلى التحشيد لصراعها، بالتأجيج الطائفي وبخلق الثارات والنعرات بين أبناء الوطن الواحد، وهم يعلمون أن ذلك يخدم الأعداء أعداء الدين والبلد وهم من ينفذ ويقوم بتلك الأعمال نيابة عن الأعداء، فهم بذلك مثل الأغنام التي يسيّرها الأعداء في ربوع الوطن للقتل والتدمير، وسفك الدماء البريئة، ثم لا يتعظ من في نفسه مرض مما مر بنا من أحداث، ويرى بأم عينيه ما ارتكب من مصائب فاحشة فيتعظ، ويبتعد بنفسه وأهله وسمعته عن مثل هذه الأعمال الإجرامية، الدولة سعت بكل الوسائل للمناصحة وهي الدولة الوحيدة التي تقوم بهذا الدور بين دول العالم، رغبة منها في هداية من ضل عن الطريق وعودته إلى بر الأمان وابتعاده عن بؤر النار والفساد، ورغم ذلك نرى البعض منهم بعد إطلاق سراحه يعود لما كان عليه ليرتكب جرائم مضاعفة فوق جرائمه السابقة مصممًا على إتلاف نفسه وإتلاف الآخرين معه، ولا شك أن من يفعل ذلإنسان غير سوي مهما كانت الحجج والمبررات والأسباب، فالحلال بيّن والحرام بيّن ومن ينصب نفسه مفتياً وهو راسب في الابتدائية والمتوسطة، سيسعى لتدمير نفسه ومن معه ويسيء للإسلام والمسلمين كافة، إضافة إلى ما يسببه لأهله وأسرته وقبيلته من حرج ما بعده حرج لعصيانه ولي الأمر والخروج عن الطاعة وأولها طاعة الله ثم طاعة والديه اللذين تجنى عليهما. والمفترض في شباب الوطن أن يكونوا درعه الحصين فيهبّون لحمايته واستتباب أمنه ليكونوا دروعاً في وجه الأعداء ومساندة رجال الأمن على بسط الأمن والطمأنينة بين أبناء الوطن.. فهو الذي ينهلون من خيراته ويعيشون فوق أرضه وتحت سمائه ويسرحون في حمايته عرضاً وطولاً، وعلى عكس هذه الفئة الضالة من الشباب الذين أغراهم الشيطان وسحبتهم طوائف الأعداء على بطونهم إلى أماكن المهانة والذلة والخسة والخيانة، على العكس منهم رأينا في شباب الوطن بعد الأحداث الماضية تكاتفاً وتلاحماً وتعاضداً ورفضاً لأسلوب الخونة المارقين، من السفهاء الذين انساقوا في طرقات القاعدة وداعش والروافض كالأغنام، ورأينا تكاتف أبناء الشعب ضد كل خائن لم يراع حقوق الله ولا حقوق الوطن ولا حقوق والديه.. وللذين لا زالوا في طريق الضياع نقول إن داعش ما هي إلا صنيعة الغرب وإيران، وعليهم أن يسمعوا الحقائق التي ينشرها الإيرانيون أنفسهم مثل المستشار الدبلوماسي الإيراني المنشق «فرزاد فرهنكيان» الذي كشف عبر مدونته على الإنترنت عن معلومات خطيرة، مستنده إلى وثائق سرية اطلع عليها من قيادي كبير في «الحرس الجمهوري» وتناولتها وسائل الإعلام على نطاق واسع مفادها (أنّ تنظيم داعش يتم تحريكه من خلال غرفة عمليات حربية في (مشهد) شمال شرق إيران، يديرها كبار قادة المخابرات الإيرانية وبدعم من دولة عظمى، لخلق فوضى كبيرة في العالم العربي عامة، والخليج خاصة والسعودية تحديداً)، واستطرد أن النظام الإيراني لازال يؤمن ويسعى بكل الوسائل المتاحة لإخضاع مكة والمدينة لولاية (الفقيه)، وذلك لن يكون حتى ولو عاد كسرى من جديد فهل يتعظ شباب الغفلة؟ لقد كتبت مقالة سابقه بعنوان «أسرار داعش الخفية في العراق وسورية» حاولت في تلك المقالة أن أوضح لشبابنا ما يجري من مؤامرات للزج بهم في أتون الخيانة والدمار ليحرقوا انفسهم بأنفسهم خدمة للشياطين البغاة أعداء الإسلام والوطن والأمة العربية، وأعتقد أنه لم يعد في عصرنا جاهل، فوسائل التواصل والاتصال والأمار بينت كثير من المهالك التي لازال شبابنا يتجه لها وكأنهم عميان يسوقهم الأعداء للإضرار بالوطن والمواطنين وإحداث الفوضى والخراب ظلماً وعدواناً.. نسأل الله أن يهدي كل ضال وأن يحمي شبابنا من مهالك داعش ومن يدور في فلكهم ومن يساندهم وأن نرى الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطل ويرزقنا اجتنابه والله الهادي إلى سواء السبيل...