عبد العزيز بن سليمان الحسين ">
في الماضي لم نكن نعرف ونشاهد عمليات تفجير وترويع للآمنين والأبرياء إلا ما نشاهده في الأفلام عبر شاشات التلفزة ودور السينما.
ولكن مع تطور العالم وتسارع عجلة التقنية أصبحت وسائل الإعلام بتعددها تصدمنا بمشاهد الدماء والأشلاء لترسخ في الأذهان دموية وفساد سريرة مرتكبي تلك الجرائم التي تمجها الفطر السليمة والنفوس الزكية والعقليات البسيطة لكل شيء سبب مسبب ولتكن لدينا الشجاعة الكافية للبحث عن مسببات ظهور فكر مظلم كهفي ظلامي تنبعث منه رائحة الانتقام والإفساد، فتضافر عوامل عدة لا شك تصنع فكرًا مشوشًا وقناعات مخالفة للمألوف وهو ما أنتج لنا من يبحث عن ثقافة القتل والتفجير دون رادع ذاتي أو ضمير إنساني أن لغة الخطاب الديني داخل المشهد الاجتماعي لها أثر جلي في خلق وتكوين السلوكيات ليس المحزن وقوع ضحايا وترويع للآمنين فحسب المحزن أن يتم نسبة تلك الأعمال التخريبية للإسلام والمسلمين وبالاستقصاء لعمليات الانتحاريين الذين نهلوا من مستنقعات الفكر الظلامي نجدهم قد وقعوا ضحايا بين التغرير لصغارهم والتحريض لكبارهم من قبل منظرين ربما تظاهروا بغير ما يخفون في صدورهم فمواقع التواصل الاجتماعي العديدة أثبتت بالدليل القاطع مدى تورط أولئك الوحوش البشرية المختفين في ثياب الحمل الوديع تقيه من المحاسبة والملاحقة القانونية والشرعية التي تمارسها الجهات الرقابية على تلك المواقع مما يجعل المطالبة بإشراك المحرض والمغرر في العقوبة من قبل القضاء وكل ذلك لا يعفي الأسر من مسؤوليات الرقابة الذاتية لأبنائهم ومعرفة توجهاتهم واهتماماتهم فخط الحماية الأول للفكر يتمثل في الأسرة التي يجب أن تظهر من جلباب توفير المأكل والمشرب والترفيه إلى صناعة مناعة ذاتية لصد أي سموم وأفكار شاذة ودخيلة لفكر أبنائهم ومن المعلوم بداهة أن الأسرة هي لبنة بناء النسيج المجتمع وأحد أهم ركائزه حتى لا يقع الأبناء فرائس سهلة ولقمًا سائغة لأعداء الأمة الذين يظهرون ما لا يبطنون ومنهم من يتسربل بسربال التدين والاستقامة وفي داخله شيطان أخرس يحب الفتنة ويدعو لها والفتنة نائمة ولعن موقظها.
فالله الله بفلذات الأكباد كونوا لهم حصنًا منيعًا وحصنوهم من أعداء دين الرحمة والإنسانية والرفق بالبشرية وثمة رسالة أخيرة للمؤسسة التي تعد أكثر قربًا والتصاقًا بالناشئة المدارس ودور العلم حيث يعول كثيرًا عليها في بناء الفكر وتقويم سلوك المنتسبين لها من خلال نشر وسطية وسماحة الدين الإسلامي وهدي نبيه الكريم الذي بعثه الله رحمة للعالمين وكذلك ضرورة الانتقاء عند عمليات إسناد مهام التدريس مع تكثيف برامج التعايش والترابط والوحدة الوطنية والله الهادي إلى سواء السبيل.