جورج وويدون سميث ">
الفصل الرابع
30 إبريل: دهشت كثيرًا حين وصلتنا - كاري وأنا- دعوة من المحافظ وزوجته إلى قصر المحافظة لمقابلة ممثلي التجارة والاقتصاد. كان قلبي يدق كما لو أنني طالب مدرسة. قرأنا الدعوة أنا وكاري مرتين أو ثلاث، وبالكاد تناولت إفطاري، فقلت لكاري وقد كنت صادقًا في شعوري: عزيزتي كاري، لقد شعرت بالفخر حين أمسكت بذراعك يوم زفافنا، واليوم ينتابني الإحساس ذاته إن لم يكن أكثر، لأنني سأمسك بذراع زوجتي الجميلة ونحن ندخل قصر المحافظة. رأيت الدموع في عيني كاري التي قالت: أنا الفخورة بك جدًا جدًا يا عزيزي تشارلي، فقد وصفتني بالجميلة وما دمت كذلك في عينيك فأنا سعيدة بلا شك، صحيح أنك لست وسيمًا يا عزيزي، لكنك طيب، وهذا يجعلك نبيلًا. ثم قالت: أتساءل إن كانوا سيقيمون حفلة راقصة، لأنني لم أرقص معك منذ سنوات. لا أعرف ما الذي دعاني لفعل ذلك، لكني أمسكت بيدها وكم بدونا سخيفين ونحن نرقص البولكا، عندها دخلت سارة تبتسم وهي تقول: هنالك رجل بالباب يا سيدتي يسأل إن كنتم بحاجة للفحم. كم أزعجتني هذه المقاطعة. ثم أمضيت الأمسية وأنا أحاول كتابة رد لقصر المحافظة وأمزق ما أكتب، موصيًا سارة أن تخبر جوينج أو كومينجز إن جاءا أننا لسنا في المنزل. ربما عليّ استشارة السيد بيركب في كتابة رد مناسب.
1 مايو: قالت كاري إنها تود إرسال الدعوة إلى والدتها لتلقي نظرة عليها، فسمحت لها أن تفعل ذلك بعد أن أرسل الرد. في المكتب، أخبرت السيد بيركب بكثير من الزهو أننا تلقينا دعوة من قصر المحافظة، فدهشت حين قال إنه هو من اقترح اسمي على سكرتير المحافظ، فأحسست أن ذلك قد قلل من قيمة الدعوة لكني شكرته، ثم أخبرني كيف أكتب الرد الذي وجدته بسيطًا، لكن السيد بيركب يعرف أكثر مني.
2 مايو: أرسلت معطفي وبنطالي إلى الخياط عند زاوية الشارع لكيّهما، وأبلغت جوينج ألا يأتي الاثنين القادم لأننا سنذهب إلى قصر المحافظة، وأرسلت رسالة مشابهة لكومينجز.
3 مايو: ذهبت كاري لزيارة السيدة جيمس في سوتون لتساعدها في انتقاء الثوب الذي سترتديه يوم الاثنين القادم. حين كنت أتحدث مع سبوتش، أحد الموظفين في المكتب، حول الدعوة قال إنه تلقى دعوة مماثلة، لكنه لا يظن أنه سيذهب. إن كان شخص فظ مثل سبوتش قد دُعي فلا شك أن حصولي على الدعوة أمر بلا قيمة! جلب الخياط ثيابي في المساء عندما كنت خارج المنزل، ولكن لأن سارة لم تكن تملك شلنًا لتدفع الأجرة، فقد أعاد الثياب معه ثانية.
4 مايو: أعادت والدة كاري الدعوة بعد أن اطلعت عليها، معتذرةً أنها قد سكبت عليها كأسًا من الماء. لقد كنت غاضبًا جدًا لذلك لكني لم أقل شيئًا.
5 مايو: اشتريت زوجًا من القفازات الرقيقة من أجل يوم الاثنين القادم ، بالإضافة إلى ربطتي عنق بيضاوين، في حال تلفت إحداهما عندما أعقدها.
الأحد 6 مايو: كانت الموعظة مملة، وكم أشعر بالأسف لأنني فكرت أثناءها مرتين بالاستقبال في قصر المحافظة غدًا.
7 مايو: يا له من يوم عظيم! أعني حفل استقبال المحافظ. كان كل من في المنزل متوترًا. كان علي ارتداء ملابسي عند السادسة والنصف ، لأن كاري كانت تريد استخدام الغرفة، وقد جاءت السيدة جيمس من سوتون لمساعدة كاري، لذا لم أجد من المنطقي أن تحتاج كاري مساعدة سارة أيضًا، سارة التي كانت تركض في كل اتجاه لإحضار ما تطلبه السيدة،فاضطررت أن أفتح الباب الخلفي مرتديًا ثياب السهرة. وقد فتحت الباب لأجير البقال، الذي لم يرني لأن سارة لم تشعل مصباح الغاز، فدفع إليّ برأسي ملفوف وبعض الفحم، فألقيتها على الأرض بغضب، وغضبت أكثر لأنني لكمت الولد على أذنه، فانصرف باكيًا قائلًا إنه سيشكوني للقضاء، وهو ما لم يكن ينقصني. في العتمة، دست على أحد رأسي الملفوف، الأمر الذي حطمني. أصبت بالذهول للحظات،و عندما أدركت ما حصل انطلقت مسرعًا إلى الأعلى لألقي نظرة على مظهري في زجاج المدفأة، واكتشفت أن ذقني ينزف، وقميصي ملطخ بآثار الفحم، وأن ساق بنطالي اليسرى قد تمزقت عند الركبة. على أية حال، جلبت لي السيدة جيمس قميصًا آخر ارتديته في غرفة المعيشة، ووضعت لصاقة طبية على ذقني، وأصلحت لي سارة بنطالي. دخلت كاري الغرفة الساعة التاسعة، وكانت تبدو كالملكة. لم يسبق لي أن رأيتها بمثل هذا الجمال. كانت ترتدي ثوبًا حريريًا باللون الأزرق الفاتح - وهو لوني المفضل- وحول كتفيها وضعت شالًا من الدانتيل أعارتها إياه السيدة جيمس فزادها أناقة. ظننت أن الثوب قد يكون طويلًا جدًا من الخلف، لكنه كان حتمًا قصيرًا جدًا من الأمام، لكن السيدة جيمس قالت إنها الموضة! وقد كانت هذه السيدة لطيفة جدا، فقد أعارت كاري مروحة من الريش الأحمر بمقبض عاجي، وقالت إنها مروحة ثمينة جدًا، لأن الريش كان لنوع منقرض من النسور. كنت أفضل المروحة البيضاء التي اشترتها كاري من متجر شولبريد بثلاثة ج نيهات، لكن السيدتين أخرستاني فورًا.
وصلنا إلى قصر المحافظة باكرًا، وكان ذلك أمرًا جيدًا نوعًا ما، لأنني حظيت بفرصة الحديث مع سيادته الذي تعطف للحديث معي لبضع دقائق، لكن علي القول أنني أصبت بالخيبة لأنني اكتشفت أنه لم يكن يعرف مديرنا السيد بيركب. خامرني شعور أننا دعينا إلى قصر المحافظة من قبل شخص لا يعرف المحافظ نفسه! بدأت الحشود بالتوافد، ولن أنسى ما حييت هذا المشهد العظيم، الذي لا يمكن لقلمي المتواضع وصفه، لكني غضبت من كاري قليلًا التي لم تتوقف عن ترديد كم هو مؤسف أننا لا نعرف أحدًا هنا. لقد فقدت صوابها تمامًا! كنت قد رأيت شخصًا يشبه فرانشينغ من بيكهام، وكنت متجهًا نحوه حين جذبت طرف سترتي وقالت بصوت عالٍ بعض الشيء: لا تتركني، ما جعل رجلًا يرتدي بزة رسمية وقلادة وسيدتين أخريين ينفجرون جميعًا بالضحك. كان هناك جمع كبير في غرفة الطعام، ويا إلهي، كم كان الطعام لذيذًا! تناولت كاري الكثير من الطعام ولم يبق صنف لم تتذوقه، الأمر الذي أبهجني جدًا لأني أراها نحيلة بعض الشيء، في حين أنني لم آكل كثيرًا لأني كنت أشعر بالعطش. تلقيت صفعة على كتفي فاستدرت وفوجئت برؤية فارمرسون تاجر الخرداوات الذي قال بصوت لطيف: أليس هذا أفضل من بريكفيلد؟ فنظرت إليه قائلًا: لم أتوقع أن أراك هنا، فأجابني مطلقًا ضحكة عالية فظة: إن كنت أنت هنا، لم لا أكون هنا أيضًا؟ فأجبت: بالتأكيد! تمنيت لو أنني قلت شيئًا أفضل. ثم سألني: هل أجلب لزوجتك الكريمة شيئًا؟ فأجابته كاري بالرفض شاكرة لطفه، وهو ما أسعدني، ثم عاتبته لأنه لم يرسل أحدًا حتى اليوم لطلاء حوض الاستحمام كما طلبت، فقال: اعذرني يا سيد بوتر، لا أود الحديث عن العمل في هذا الحفل. وقبل أن أتمكن من الرد صفع أحد المأمورين الذي يرتدي زيه الرسمي فارمرسون على ظهره وسلم عليه كصديق قديم، ثم دعاه لتناول الطعام في بيته. لقد أدهشني أنهما استمرا يقهقهان سويًا لخمس دقائق وينكزان بعضها بعضًا، قائلين إنهما لا يكبران وتعانقا.
لم أكن أتخيل أن ذلك الرجل الذي أصلح لنا المكشطة يعرف أحدًا من الطبقة الراقية. كنت أسير مبتعدًا مع كاري عندما جذبني فارمرسون من ياقتي بفظاظة وخاطب المأمور قائلًا: دعني أعرفك على جاري بوتر. لم يكلف نفسه عناء قول السيد قبل اسمي، وسلم علي المأمور فشعرت بالسرور لذلك، ووقفنا نتحدث لوهلة ثم قلت أخيرًا: أرجو أن تعذراني الآن، لا بد أن أنضم للسيدة بوتر، التي قالت عندما اقتربت منها: لا تترك أصحابك من أجلي فأنا مستمتعة بالوقوف هنا وحيدة. وبما أن الشجار يتطلب طرفين، وبما أن الوقت والمكان لم يكونا مناسبين، مددت يدي لكاري وقلت: لتأذن لي زوجتي الجميلة بالرقص معها، حتى إن كان ذلك لمجرد القول إننا رقصنا في قصر المحافظة حين كنا ضيوفًا على المحافظ. ولأنني كنت أعرف أن الرقص بعد العشاء لم يكن تقليدًا، ولأنني أعرف أن كاري كانت تحب رقصي سابقًا، رقصنا الفالس معًا. لكن حدث أمر سيء للغاية. لقد اشتريت زوجًا جديدًا من الأحذية، وعملت بنصيحة كاري التي رأت أن أخدش نعليه بالمقص أو أن أبللهما قليلًا. كنت قد بدأت الرقص للتو عندما انزلقت قدمي اليسرى بلمح البصر فسقطت ضاربًا رأسي بالأرض بعنف، وفقدت الوعي لثانية أو اثنتين، لا داعي للقول إن كاري قد سقطت معي، فانكسر مشبك شعرها وخدش مرفقها. انفجر الحضور بالضحك، لكنهم توقفوا عن ذلك عندما رأوا أننا جرحنا. قام رجل مهذب بمساعدة كاري، أما أنا فقد قلت في نفسي كم هو خطر تلميع الأرضية دون فرشها بسجادة أو بساط لمنع الانزلاق. رآني فارمرسون بعد ذلك وقال: هل أنت الرجل الذي سقط أرضًا؟ فأجبته بنظرة غاضبة، ثم تابع بطريقة بغيضة: اسمعني أيها العجوز، لقد كبرنا على هذه الحركات، اترك هذه الوثبات للشباب وتعال وانضم إلينا.
شعرت كما لو كنت أشتري صمته بقبولي دعوته، فتبعته وانضممنا إلى الآخرين في غرفة الطعام. لم نشعر أنا أو كاري، بعد حادثتنا الشنيعة، بالرغبة في البقاء أكثر. قال لي فارمرسون ونحن نغادر: هل ستغادران؟ عليكما بتوصيلي إذن. ظننت أنه من الأفضل أن أوافق على ذلك، رغم أني تمنيت لو استشرت كاري قبلًا.
- ترجمة - بثينة الإبراهيم (بتصرف)