الأرجنتين حاضرة على منصة التتويج بغض النظر عن من سيتوج باللقب ">
كونسبسيون - (أ ف ب):
أعرب مدرب المنتخب الأرجنتيني خيراردو مارتينو عن سعادته بوصول بلاده إلى نهائي آخر بعد ذلك الذي خاضته الصيف الماضي في مونديال البرازيل حيث خسرت أمام ألمانيا (صفر-1 بعد التمديد)، وذلك بعد وصولها إلى نهائي بطولة كوبا أميركا لمنتخبات أميركا الجنوبية بالفوز الكاسح على الباراغواي 6-1 في الدور نصف النهائي. «نحن سعداء لأن هؤلاء الشبان سيتواجدون في نهائي آخر لبطولة مهمة في أقل من عام. إنها ليست كأس العالم لكنها مهمة جدا.
يجب علينا أن نعمل بجهد كبير للفوز بمباراتنا ضد تشيلي في النهائي، لكننا لعبنا اليوم مباراة جيدة ومن الواضح أننا كنا حاسمين جدا»، هذا ما قاله مارتينو الذي يأمل قيادة بلاده إلى تتويجها الأول منذ 22 عاما وتحديدا منذ أحرزت لقب البطولة القارية بالذات عام 1993. ودخلت الأرجنتين إلى مباراتها مع الباراغواي التي أجبرت «لا البيسيليستي» على الاكتفاء بالتعادل (2-2) في الدور الأول ثم أطاحت بالبرازيل من الدور ربع النهائي بالفوز عليها بركلات الترجيح، وهي لم تسجل سوى أربعة أهداف فقط في مبارياته الأربع السابقة لكنها كشرت عن أنيابها في الوقت الحاسم وحسمت مواجهة دور الأربعة بفوز كاسح حملها إلى النهائي السابع والعشرين في تاريخها المتوج بـ14 لقبا حتى الآن. وستكون المواجهة بين الأرجنتين وتشيلي الأولى بينهما في البطولة القارية منذ الدور الأول لنسخة 1997 حين فازت الأولى 2-صفر، فيما تعود آخر أهم مباراة بينهما على صعيد البطولة إلى عام 1991 عندما تأهلا معا إلى الدور النهائي (دور المجموعات حينها) وتوجت الأرجنتين باللقب بعد أن تصدرت أمام البرازيل، فيما حلت تشيلي التي خسرت مباراتها مع منافستها المقبلة صفر-2، في المركز الثالث أمام كولومبيا.
ولم يكتف مارتينو في الإشادة بدور ميسي في مباراة باراغواي، بل تحدث عن الدور الذي لعبه أيضا خافيير باستوري الذي سجل هدفا وساهم في بعض الأهداف الأخرى، قائلا: «لقد لعب مباراة رائعة. كان يعرف كيف يقوم بدوره في وسط الملعب، لقد أظهر مهارات جيدة ووجد المساحات من أجل مهاجمة مرمى الخصم، وهذا امر دائما ما أتحدث إليه بشأنه». وعن الموقعة المرتقبة في سانتياغو، قال مارتينو: «نحن سنواجه فريق تشيلي الذي يلعب بطريقة جيدة جدا. يملكون لاعبين جيدين وهم يمرون في مرحلة تصاعدية منذ ثلاثة أعوام. بعض الأفكار لا تتغير وتشيلي لن تتغير ضدنا. سيضغطون علينا عندما يتمكنون من مهاجمتنوسيقومون بعملهم كأنهم يواجهون أي فريق آخر».
وستكون الأرجنتين متواجدة على منصة التتويج بغض النظر عن هوية المنتخب الذي سيتوج باللقب وذلك لأن الأرجنتيني خورخي سامباولي يشرف على المنتخب التشيلي.
وتواجد أربعة مدربين أرجنتينيين في الدور نصف النهائي من النسخة الرابعة والأربعين، وتمكن سامباولي من التفوق على مواطنه ريكاردو غاريسا والمنتخب البيروفي (2-1)، ومارتينو على رامون دياز الذي يشرف على الباراغواي. والحضور التدريبي الأرجنتيني كان لافتا في تشيلي 2015 بوجود ستة مدربين من أصل 12، ما أنتج في نهاية المطاف عن تواجد أربعة منهم في المربع الذهبي. وستكون المباراة النهائية بين مدربين يعتمدان أسلوبا مشابها وهو الأسلوب الهجومي المثير المتأثر بمدرسة مارسيلو بييلسا. ومن المؤكد أن سامباولي الذي استلم مهامه مع المنتخب التشيلي في ديسمبر 2012، يخوض أهم اختبار له كونه يتواجد على رأس الإدارة الفنية للمنتخب المضيف الذي يحلم برفع الكأس الغالية للمرة الأولى في تاريخه.
ورغم الضغط الذي يعيشه، تمكن سامباولي من كسب مودة الجمهور من خلال قيادة «لا روخا» إلى الفوز بابع من مبارياته الخمس حتى الآن وإلى تسجيل 13 هدفا. «إنها (تشيلي) ماكينة هجومية. إنها تهاجم وتهاجم وتهاجم»، هذا ما قاله بإعجاب مارتينو عن أسلوب اللعب الذي يطبقه مواطنه سامباولي مع البلد المضيف. ومن البديهي أن يعرب مارتينو عن إعجابه بسامباولي فهما من المدرسة ذاتها، من مدرسة بييلسا الذي كان يعير اهتمامه للعرض أكثر من النتيجة.
وكما الحال بالنسبة لبييلسا، فسامباولي ومارتينو من مدينة روزاريو حيث الأغلبية العظمى من متابعي كرة القدم تشجع نيولز اولد بويز، الفريق الذي دافع عن ألوانه «ال لوكو» بييلسا ثم خاض أولى تجاربه التدريبية التي قادته إلى إحراز لقب الدوري المحلي مرتين عامي 1991 و1992.
وبوجود النجمين الكبيرين ليونيل ميسي وانخيل دي ماريا المولودين في روزاريو أيضا، يملك مارتينو كل ما يحتاجه من أجل الفوز باللقب الذي أفلت من معلمه بييلسا مرتين مع الأزرق والأبيض عام 1999 (خرج من ربع النهائي) و2004 (حل وصيفا).
وستكون المواجهة مميزة أيضا على صعيد اللاعبين اذ يتواجه ميسي وخافيير ماسكيرانو مع زميلهما الحالي في برشلونة الاسباني الحارس كلاوديو برافو والسابق اليكسيس سانشيز الذي يدافع حاليا عن الوان ارسنال الانكليزي، كما سيسعى نجم تشيلي ارتورو فيدال إلى الثرمن ميسي وماسكيرانو اللذين قادا فريقهما إلى الفوز على يوفنتوس الإيطالي (3-1) في نهائي دوري أبطال اوروبا للموسم المنصرم.
كما سيتواجه مهاجم تشيلي ادواردو فارغاس، بطل لقاء نصف النهائي ضد البيرو ومتصدر ترتيب الهدافين، مع زميله في نابولي الإيطالي غونزالو هيغواين.