نايف أحمد عريشي ">
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم.
أي دين يرضى وأي عقل يستوعب بأن يقوم مسلم بتفجير بيت من بيوت الله، أي استكبار تعلمه دعاة الكفر والضلال ليغويهم عن طريق الحق ويدلهم لطريق الشرك تلبسوا بالإسلام وجعلوا من أنفسهم حماة لشعائره وهم بعيدون كل البعد عن تعاليمه السمحة، عندما رفض إبليس السجود لآدم طرد من الجنة ولم ينفعه استكباره لله عز وجل وكأن داعش يريد تطبيق مشهد إبليس على الأرض ليرفض سجود عباد الله لربهم ويمنعهم من عبادته.
وكانت لحظة وقوف منفذ العملية وهو يرى عباد الله ساجدين عابدين في أفضل الأيام وأعظمها عند الله لم يرق قلبه لهذا المشهد المهيب في شهر الصيام فالسواد طغى على قلبه وتحول من مسلم إلى منافق يحارب الإسلام ويشوه تعاليمه السمحة، وقف عند مدخل المسجد وأخذ نظرة على أركانه ليتأكد بأن المصلين موجودون حتى يبدأ في تنفيذ مهمته وهي منع المصلين من ذكر الله {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} الآية .
إن هذا الفعل القبيح وما سبقه من أعمال وتفجيرات سابقة لبيوت الله يؤكد تأكيداً جازماً بأن الفتنة وشق صف المسلمين هي مخططات داعش لإضعاف الإسلام وزرع فتنة طائفية بين أهله، يريدون تنفيذ مخططاتهم في زعزعة أمن واستقرار منطقة الخليج ليكون لهم الطريق لدخولها والعبث بأمنها كما يحصل في العراق وسوريا وليبيا، لكن تلك الأعمال القبيحة ستبوء بالفشل لأن الله عز وجل كتب لهم الخزي في الدنيا قبل الآخرة وستكون عواقب أفعالهم عظيمة فما يفعلونه جرم بحق الله عز وجل قبل أي شيء آخر وستفشل كل مخططاتهم مهما بلغت دناءتها فنحن بإذن الله سنكون سيفاً قاطعاً بيد كل من تسول له نفسه العبث بديننا وأمننا ووحدتنا الخليجية.